لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جمعة يوضح المعنى الحقيقي "للجمال" في القرآن والسُنة

05:17 م الخميس 18 يوليو 2019

كتبت - سماح محمد:

قال الدكتور علي جمعة - مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف - إن الله تعالى فطر النفس البشرية على حب كل جميل، والنفور من كل قبيح، جعل الله الميل للجمال أمراً طبعيا في الفطرة السليمة، فطبع الإنسان ينفر من كل منظر وخلق وصوت قبيح، وجعل الله الجمال كذلك أمرًا محثوثًا عليه في شرعه الشريف، ففي الجمال اجتماع للأمر الكوني والأمر الشرعي في انسجام باهر.

وتابع جمعة من خلال الصفحة الرسمية لفضيلته على فيسبوك قائلاً: لقد حث الإسلام على جمال المنظر، وجمال الأخلاق، والأصوات، والرائحة، والمسلم بخلقه الجميل، وبعبادته لرب جميل، وبالتزامه بشرع جميل، يكون جميلا يشيع الجمال والراحة والطمأنينة في المكان الذي يحل فيه، فالمسلم كالغيث أينما حل نفع، وفيما يلي نصوص الشرع الشريف التي تدعو إلى الجمال وترغب فيها:

وبين المفتي السابق أن في القرآن الكريم وردت آيات كثيرة تتكلم عن الجمال وتحث عليه وترغب فيه منها قوله تعالى: {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}.. [النحل - 5 : 8]، ففي هذه الآيات يمتن الله تعالى على خلقه بالجمال والزينة التي جعلها في الدواب.

وكذلك قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِين}.. [الحجر : 16]، وهذا مشهد جمالي آخر يدعونا ربنا للتأمل فيه وهو جمال السماء وتزينها بالبروج. كما امتن سبحانه على خلقه بجمال حدائق الأرض فقال سبحانه: {وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ}.. [النمل : 60]، وقد حث الإسلام على التجمل والتزين عموما لا سيما للذهاب إلى المسجد فقال تعالى : {يَا بَنِى آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ}.. [الأعراف : 31].

كما ورد الحث على الجمال والاعتناء به في السنة النبوية الشريفة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر". قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا، ونعله حسنة. قال: "إن الله جميل، يحب الجمال. الكبر بطر الحق وغمط الناس".. [أحمد ومسلم].

وعن معاذ بن جبل قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله على وسلم فقال : يا رسول الله، إني أحب الجمال، وإني أحب أن أُحمد ـ كأنه يخاف على نفسه ـ فقال له رسول الله ﷺ : (وما يمنعك أن تحب أن تعيش حميدا وتموت سعيدا ؟ وإنما بعثت على تمام محاسن الأخلاق) [ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد].

وأوضح فضيلته أن كل هذه النصوص الشرعية تؤكد على قيمة الجمال وأثره في النفس البشرية، ولعل هذه النظرة إلى الجمال ترقق قلوب الفسقة ليرجعوا إلى الله تعالى، ويكفوا عن الفساد والإفساد في الأرض.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان