الإسلام في "فانواتو".. من طقوس "الأمومة الدينية" إلى العودة للدين القويم
كتبت- آمال سامي:
فانواتو، دولة مستقلة حديثًا تقع في جنوب المحيط الهادي، عاصمتها "بورت فيلا"، وهي عبارة عن 80 جزيرة تقع في شرق أستـراليا، تحتفل بعيد استقلالها في مثل هذا اليوم 30 يوليو، اكتشفها الإسباني بيدرو فرينانديز عام 1606م، ووفقًا لموقع مداد فقد دخل جيمس كوك المستكشف الإنجليزي لهذه الجزر عام 1774م، وأطلق عليها اسم "نيوهيريدز" نسبة إلى جزر "هريدز" الاسكتلندية، وكانت تحت الحكم المشترك بين بريطانيا وفرنسا حتى نالت استقلالها عام 1980م.
تقول بعض المصادر إن الكشوف الجغرافية لهذه الجزر وجدت بالفعل مسلمين هناك، قبل أن يأتيها الفرنسيون والبريطانيون، وكانت هناك مساجد صغيرة مبنية من الأخشاب، لكن تم تضليلهم عن الإسلام بعد غزو الأوروبيين حيث تزاوجوا مع الفرنسيات والانجليزيات وأوفدوا للعمل في معسكرات إنجلترا وفرنسا بدول آسيا والبحر الكاريبي، ومما طمس ملامح الإسلام هناك هو انتشار طوائف جاءت إليها من بيرو، حسب موقع مداد، ادعوا أنهم من المسلمين، واحتلوا المساجد ومارسوا ما يُسمى بـ "الأمومة الدينية" حيث مارسوا بالمساجد طقوسًا غريبة انطلاقًا من مبدأ ان الجنة تحت أقدام الأمهات، فكان المسلمون يصطفون في حلقات ثم تقوم امرأة بالسير على صدورهم كي يدخلوا الجنة.
عاد الإسلام الصحيح إلى فانواتو عام 1978م، على يد الداعية حسين نابنجا، حيث ذهب في عام 1973 إلى الهند للالتحاق بدورة ترجمة هناك، لكنه قرر دراسة الإٍسلام وتعاليمه، وحين عاد بدأ ينشر الإسلام الصحيح داخل قرية ميلي، وبعد ذلك امتد الإسلام إلى باقي جزر فانواتو، ووفقا للموقع الاخباري الوحيد لفانواتو، فقد تجاوز عدد المسلمين الألف نسمة هناك ويبلغ عدد السكان حوالي 288,037 وفقًا لاحصائيات موقع The Fact book، وتم انشاء أول مسجد في ميلي عام 1992م، ومنذ ذلك الحين بدأ المسلمون في الإزدياد.
أحوال المسلمين في فانواتو
في حوار مع مصطفى كالواس عام 2006، الأمين العام لجمعية الإسلام في فانواتو، مع جريدة Vanuatu Daily Post، قال فيه إن الإسلام في فانواتو جزء لا يتجزأ من مجتمعها، وقال إن أبناء المسلمين يذهبون إلى المدارس العادية ويتلقون تعليمهم مع الأطفال الآخرين، أما الذين لديهم فرصة للتعلم في فيجي، يذهبون ويتعلمون هناك القرآن الكريم والسلوك الأخلاقي الجيد.
أسس مسلمو فانواتو جمعية إسلامية تقوم بالدعوة والتعليم، كما انشأوا 300 مدرسة قرآنية وبعض المدارس الإسلامية الثانوية، ولا يغيب دور رابطة العالم الإسلامي والأزهر عن مسلمي فانواتو، حيث أرسلت الرابطة وفدًا لها هناك للتعرف على احتياجات المسلمين ومطالبهم، وأرسلوا كتبًا إسلامية للجامعة التي توجد بالعاصمة "بورت فيلا"، كما خُصصت العديد من المنح الدراسية لمسلمي فانواتو لدراسة العلوم الإسلامية والعربية بدول العالم الإسلامي، حسب موقع مداد، وقد أوفد الأزهر بعض دعاته الذين يعملون بالمراكز الإسلامية في استراليا لبحث أحوال المسلمين هناك، وأفاد تقريرهم أن مسلمي فانواتو في حاجة شديدة إلى الدعم المادي والمعنوي من المؤسسات الإسلامية ويحتاجون إلى المصاحف وكتب الترجمات لمعاني القرآن والكتب الدينية، كذلك يحتاجون إلى إرسال دعاة لهم لنشر صحيح الدين.
فيديو قد يعجبك: