ذهني يَشرد في صلاة الفريضة فماذا أفعل حتى أخشع في صلاتي؟.. مجدي عاشور يجيب
كـتب- عـلي شـبل:
تحت عنوان (دقيقة فقهية) نشر الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، وأمين عام الفتوى، رده على سؤال يقول: ذهني يَشرد في صلاة الفريضة، حتى إني لا أعرف كيف أنهيتها، فماذا أفعل حتى أخشع في صلاتي؟
وقال عاشور، في بيان إجابته عبر صفحته الشخصية على فيسبوك:
أولًا : أَمَرَ الشرعُ الشريف بالحضور في الصلاة والخشوع فيها ، وتصفية القلب من التعلُّق بالأمور الدنيوية ، وذلك من خلال القيام بالأعمال الضروريَّة للإنسان والتي تشغله غالبًا ، وذلك قبل الشروع في تكبيرة الإحرام .
ثانيًا : حثَّنا النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار من النوافل والسنن جبرًا للخلل والنقصان، وقد روى أبو داود في سننه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِم الصَّلَاة ، قَالَ : يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَزَّ لِمَلَائِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ : انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي : أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا ؟ فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً ، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا ، قَالَ : انْظُرُوا هَل لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّع ؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ ، قَالَ : أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُم " .
ثالثًا : من فضل الله علينا أن الصَّلاةَ ما دامت مستوفيةً لشروطها وأركانها فهي صحيحةٌ ، ولا يبطلها قلةُ الخشوع فيها أو انعدام حضور القلب فيها ، لكن يقلل من أجرها؛ حيث قال تعالى : {قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ . ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ} [المؤمنون: 1، 2].
وفي خلاصة فتواه، أكد عاشور أن شرود الذهن في الصلاة لا يُبطلها ما دام المسلم قد أتمَّ شروطها وأركانها، وينبغي على المسلم أن يقوم بإنجاز أموره الضروريَّةِ التي تشغل باله وفكره عن الصلاة وفي أثنائها ، ثم يدخل الصلاة مستحضرًا عظمة الله تعالى ، وسبيله في تحقيق الخشوع أن يتدبَّر الآيات التي يقرؤها ، وأن ينطق قراءة القرآن والأذكار التي في الصلاة بتؤدة ، وعلى مهل ، فذلك أدعى للخشوع فيها .
والله أعلم
فيديو قد يعجبك: