لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا طلب النبي من أمته أن يسألوا الله "الفردوس الأعلى".. وما هو؟

12:25 م الأربعاء 21 أكتوبر 2020


كتبت – آمال سامي:

"الفردوس" كلمة واحدة تطلق على معنيين، فقد تكون بمعنى الجنة بشكل عام، وقد تكون درجة معينة في الجنة، درجة من أعلى درجات الجنة.. فما الفارق بينهما؟

يقول ابن القيم إن أسماء الجنة متعددة ومنها الفردوس، وفي ذلك قال تعالى: "أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"، وقال أيضًا: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً"، فالفردوس هو اسم يقال على الجنة كلها، ويقال أيضًا على أفضل درجاتها وأعلاها، يتابع ابن القيم: "كأنه أحق بهذا الاسم من غيره من الجنات، وأصل الفردوس البستان، والفراديس البساتين".

فالفردوس الأعلى هو أفضل درجات الجنة وأعلاها وفيه يقول ابن القيم في "الفوائد": "أنزه الموجودات وأظهرها ، وأنورها وأشرفها وأعلاها ذاتا وقدرا وأوسعها : عرش الرحمن جل جلاله ، ولذلك صلح لاستوائه عليه ، وكل ما كان أقرب إلي العرش كان أنور وأنزه وأشرف مما بعد عنه ؛ ولهذا كانت جنة الفردوس أعلى الجنان وأشرفها وأنورها وأجلها ، لقربها من العرش ، إذ هو سقفها ، وكل ما بعد عنه كان أظلم وأضيق ، ولهذا كان أسفل سافلين شر الأمكنة وأضيقها وأبعدها من كل خير".

وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى الدعاء بـ "الفردوس الأعلى" فروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ، وَأَقَامَ الصَّلاَةَ ، وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ ، جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَفَلاَ نُبَشِّرُ النَّاسَ ؟ قَالَ : إِنَّ فِي الجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ ، فَاسْأَلُوهُ الفِرْدَوْسَ ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الجَنَّةِ وَأَعْلَى الجَنَّةِ - أُرَاهُ - فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ أَبِيهِ : وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ".
ويقول ابن حجر في فتح الباري في شرح هذا الحديثث إن الظاهر أن المراد ألا يبشر الناس بما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بما ذكره من دخول الجنة لمن آمن وعمل الأعمال المفروضة عليه فيقفوا عند ذلك ولا يتجاوزوه إلى ما هو أفضل منه من الدرجات التي تحصل بالجهاد، ويقول ابن حجر أن درجة المجاهد قد ينالها غير المجاهد سواء بالنية الخالصة أو بما يوازيها من الأعمال الصالحة، لأنه أمر الجميع أن يدعوا بالفردوس بعد أن أعلمهم أنه أعده للمجاهدين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان