في يوم المعلم العالمي.. هكذا كان منهج معلم المسلمين الأول في تعليم أصحابه
كتبت – آمال سامي:
"لقد أثبت القرآن الكريم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم معلم للناس وللبشرية جميعًا على أميته وصحراوية بيئته" هكذا استهل الدكتور عبد الفتاح أبو غدة، العالم الأزهري السوري، كتابه "الرسول المعلم وأساليبه في التعليم"، مؤكدًا أن القرآن الكريم بآياته الشريفة والسنة النبوية المطهرة، أكدا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "معلم هاد بصير" أرسله الله سبحانه وتعالى لهداية وتعليم البشرية جمعاء، وفي ذكرى اليوم العالمي للمعلم نستعرض أبرز ما ورد في كتاب " الرسول المعلم" من افكار..
ليس القرآن والسنة وحدهما، حيث يؤكد أبو غدة في كتابه أن التاريخ أيضًا أثبت كمال شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التعليمية، بما خرج من تحت يديه من تلاميذ علموا البشرية جمعاء قائلًا ان الشواهد تثبت كيف كان كل واحد من هؤلاء من قبله، صلى الله عليه وسلم، وكيف أصبحوا بعده، ذاكرًا قول أحد الأصوليين: "لو لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم معجزة إلا أصحابه لكفوه لإثبات نبوته"، مشيرًا إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحض على طلب العلم وبذله للآخرين، ويحذر من الفتور في التعليم والتعلم، بل كان يحث المسلمين على أن يعلموا جيرانهم ويتعلموا منهم، فيتبادل المجتمع المسلم المعرفة دون حصر أو حكر، فخطب يومًا في أصحابه قائلًا: ما بال أقوام لا يفقهون جيرانهم ولا يعلمونهم ولا يفنطونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم؟!...حتى قال: "ليفقهن قوم جيرانهم وليفطننهم وليأمرنهم ولينهونهم وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفطنون ويتفقهون أو لأعاجلنهم العقوبة في الدنيا".
ومن ملامح منهج الرسول التعليمي تحذيره من العلم الذي لا ينفع وتواضعه مع المتعلم والسائل وضعيف الفهم، وكان صلى الله عليه وسلم أيضًا يترك الجدال ولا يذم أحد ولا يعيبه، وكان حريصًا على أن يعلم أصحابه وإجابة من يسأله وتعليم من يسعى لطلب العلم واعطاءه كامل انتباهه وتركيزه، ومن النماذج التي ضربها أبو غدة على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن رجل جاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فترك الرسول صلى الله عليه وسلم الخطبة وانتبه للرجل ومضى ليجيبه أولًا ثم عاد ليكمل خطبته، فيروي مسلم في صحيحه عن أبي رفاعة قوله: "انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب قال فقلت: يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه، قال: فأقبل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته حتى انتهى إلي، فأتي بكرسي حسبت قوائمه حديدا، قال: فقعد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى خطبته فأتم آخرها"
الأساليب التعليمية التي اتبعها الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختار في تعليمه من الأساليب أحسنها وأفضلها وأوقعها في نفس المخاطب وأقربها إلى فهمه وعقله، وأشدها تثبيتًا للعلم في ذهن المخاطب وأكثرها مساعدة على إيضاحه له" يقول أبو غدة، موضحًا أن منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في التعليم يمكن تتبعه في سير السنة النبوية المطهرة حيث كان ينوع بين الأساليب حتى يعلم أصحابه، فمرة يكون سائلًا ومرة يكون مجيبًا، ومرة يجيب على قدر السؤال وأخرى يزيد، وفي أحيان يضرب لأصحابه الأمثال، وأحيان أخرى يعلمهم بطريق الكتابة أو الرسم، ومن الأساليب التي اتبعها النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم أصحابه وذكرها عدها أبو غدة في كتابه:
1. تعليمه صلى الله عليه وسلم بالسيرة الحسنة والخلق العظيم، فكان خلقه القرآن وجعله الله تعالى أسوة حسنة لعباده.
2. تدرجه في تعليم الشرائع، فكان يراعي التدرج في التعليم، ويقدم الأهم فالمهم، ويعلم شيئًا فشيئًا أصحابه.
3. مراعاة الاعتدال والبعد عن الإملال
4. رعايته للفروق الفردية بين المتعلمين.
5. التعليم بالحوار والمساءلة، ومن نماذجها حديث جبريل عليه السلام المشهور حين سأله عن الإسلام والإيمان.
6. تعليمه بالمحادثة والموازنة العقلية لقلع الباطل أو ترسيخ الحق، مثل حواره مع الفتى الذي قال له: ائذن لي بالزنى، فبدأ يحاوره قائلًا: أتحبه لأمك؟ فقال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم...إلى آخر الحديث حتى دعا له الرسول قائلًا: "اللهم أغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه".
7. سؤاله لأصحابه ليكتشف ذكاءهم ومعرفتهم.
8. تعليمه بالمقايسة والتمثيل، فكان يقايس لأصحابه الأحكام ويعللها لهم إذا التبست عليهم.
9. تعليمه بالتشبيه وضرب الأمثال.
10. تعليمه بالقصص وأخبار الماضين.
11. اكتفاؤه بالتعريض والإشارة في تعليم ما يستحيا منه.
فيديو قد يعجبك: