قصة تأخر بناء أول مسجد في أثينا لأربعة عشر عامًا
كتبت – آمال سامي:
أربعة عشر عامًا هي المدة التي استغرقها افتتاح أول مسجد للمسلمين في العاصمة اليونانية أثينا، أمس، الثلاثاء، حسبما ذكرت وسائل الإعلام اليونانية، فعلى الرغم من الأغلبية الأرثوذكسية التي تشكل ما بين 93 – 96% تقر يبًا من سكان اليونان، إلا أن بها أقلية من المسلمين كانت تحاول منذ عام 1979م بناء المسجد إلا انها كانت تلقى معارضة شديدة من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية حتى بعد موافقة الحكومة اليونانية على تمويل المسجد وافتتاحه عام 2006م.
لا يتمكن المسلمون في اليونان من الصلاة إلا في المساجد الواقعة في الشمال حيث الحدود مع تركيا، وهناك حيث يعيش حوالي 150 ألف من المسلمين، أما باقي البلاد فلا يصلي المسلمون في مساجد، ويقدر المسلمون الموجودون بأثينا بحوالي 250 ألف مسلم، ويتسع المسجد الجديد حوالي 350 مصليًا وتم الانتهاء من بنائه عام 2019، ولكن بسبب الاجراءات البيروقراطية حسبما تداولت وكالات الانباء وأيضًا بسبب فيروس كورونا تم تأخير افتتاح المسجد طوال تلك الفترة.
أثينا.. العاصمة الأوروبية الوحيدة التي غابت عنها المساجد
كانت الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية تعارض بشدة بناء مسجد للمسلمين بأثينا وذلك بسبب المشاعر القومية المعادية لتركيا، الدولة التي تجاورها، وعلى الرغم من أن أثينا كانت واقعة تحت السيطرة العثمانية لقرون طويلة إلا أنها لا تملك مسجدًا واحدًا، فحسب البي بي سي، لم تسمح اليونان منذ استقلالها عن الدولة العثمانية عام 1832 باقامة مسجد في أثينا التي يمثل المسيحيون الأرثوذوكس فيها نحو 90% من السكان.
كان الفتح العثماني لليونان كان قد بدأ عقب سقوط القسطنطينية عاصمة الامبراطورية البيزنطية عام 1453م، ومنذ ذلك الحين وقد انطوت اليونان تحت لواء الامبراطورية العثمانية، وتضمنت تلك الفترة تحالفات من اليونانيين ضد أعداء الدولة العثمانية، وشهدت كذلك ثورات عديدة ضد الحكم العثماني، وعام 1821م اشتعلت حرب الاستقلال اليوناني ضد الدولة العثمانية، وبعد عام أعلن اليونانيون استقلالهم، ليعترف رسميا بإقامة دولة يونانية عام 1828م، ومنذ ذلك الحين وتندلع الحروب والمناوشات بين البلدين، حتى الحرب العالمية الأولى حيث دخلت اليونان في عام 1917 في معارك ضد الدولة العثمانية للسيطرة على القسطنطينية "استنبول حاليًا" وأزمير بتحريض من البريطانيين والفرنسيين حسب البي بي سي، وفي 1919 احتلت اليونان بالفعل "أزمير" ولم تستقر المعارك بين البلدين إلا بعد اتفاقية لوزان التي نصت على تبادل السكان بين البلدين، وظلت البلدتان في صراعات حدودية خاصة بعد احتلال تركيا 37% من قبرص وطردت السكان اليونانيين منها ومازالت حتى الآن العلاقات متوترة بين البلدين.
فيديو قد يعجبك: