من غريب القرآن.. معنى قوله تعالى: "كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ"
كتبت – آمال سامي:
يقول تعالى في سورة البقرة: "وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ" (171)، ولفظ "ينعق" ليس مألوفًا معناه، وهو ما جعل الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري أستاذ الدراسات القرآنية السعودي يوضحه في فيديو "من غريب القرآن" ، يقول البكري أن ينعق تعني يصوت أو ينادي أو يدعو، لكنه يدعو الغنم أو الإبل أو البقر، وهذا ما يفعله الرعاة حتى تشرب أو ترعى أو تذهب لمكان ما، فتستمع له وتستجيب لما يقول.
وأوضح البكري أن معنى الآية أن الذين كفروا مثل الذي ينادي حيوانات لا تفهم إلا انها تسمع دعاء ونداء فقط، فتفهم من الصوت أنه جاء وقت الشرب أو انه هيا بنا، فهو نعيق لا يفهم منه شيء إلا أنه علامة على كف أو فعل كما قال الأخطل يهجو جرير: "فَاِنعَق بِضَأنِكَ يا جَريرُ فَإِنَّما. مَنَّتكَ نَفسُكَ في الخَلاءِ ضَلالا"، فيقول تعالى يقول ان الكفار الذين يستمعون إلى الوحي كالبهائم التي لا تفهم ما يقال لها ولا تسمع إلا صوت فقط، فهم لا يفهمون من الوحي والدعوة حقيقتها ولبها وما اشتملت عليه من الهدى والنبوة.
وذكر الطبري في تفسيره تأويلين لهذه الآية، أولهما أن معنى الآية أن الكافر في قلة فهمه عن الله ما يُتلى عليه في كتابه، وسُوء قبوله لما يدعى إليه من توحيد الله ويوعظ به، مثلُ البهيمة التي تسمع الصوتَ إذا نُعق بها، ولا تعقلُ ما يقال لها، بينما قال آخرون أن المعنى أن مثل الذين كفروا وآلهتهم -في دعائهم إياها وهي لا تفقه ولا تعقل- كمثل الناعق بما لا يسمعه الناعقُ إلا دعاءً ونداءً, أي: لا يسمع منه الناعق إلا دعاءَه.
وقال الطبري أيضًا إن الآية قد تحتمل على هذا التأويل وجهًا آخر غير ذلك، وهو أن يكون معناها: ومثل الذين كفروا في دعائهم آلهتهم التي لا تفقه دعاءَهم، كمثل الناعق بغنم لهُ من حيث لا تسمعُ صوتَه غنمُه، فلا تنتفع من نَعقِه بشيء، غير أنه في عَناء من دعاء ونداء, فكذلك الكافر في دعائه آلهته، إنما هو في عناء من دعائه إياها وندائه لها, ولا ينفعه شيء.
فيديو قد يعجبك: