إعلان

في ذكرى وفاته.. ما لا تعرفه عن "محمود بن سبكتكين": سيد الأمراء وفاتح بلاد الهند

07:01 م الإثنين 09 نوفمبر 2020

محمود بن سبكتكين

كتبت – آمال سامي:

"سيد الأمراء" و"الملك العادل المرابط المؤيد المنصور المجاهد"، هكذا وصف الذهبي وابن كثير على التوالي السلطان محمد بن سبكتكين الغزنوي، فاتح الهند وأحد أكبر الملوك والقادة المسلمين في التاريخ، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم حيث توفي في مثل هذا اليوم الثالث والعشرين من ربيع الأول عام 421 هـ.

كانت الهند أحد المناطق التي يتطلع الخلفاء المسلمون إلى فتحها منذ عهد الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب، وبالفعل منذ ذلك الحين والمسلمون يطلقون حملاتهم على أطرافها، لكن بدأت محاولات الفتح الحقيقية في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، وكلف الوليد الحجاج بن يوسف الثقفي بهذه المهمة، ليفتح الحجاج مدينة "ديبل" ويقيم بها مسجدًا، لتصبح أول مدينة عربية بالهند، لكن بعد وفاة الخليفة والحجاج لم تتم عمليات الفتح، لكن ظلت بلاد السند تابعة للدولة الأموية وبعدها الدولة العباسية، حتى قامت الدولة الغزنوية.

خضعت غزنة بأفعانستان للعديد من الولاة، ولي عليها الوالي "سبكتكين" الذي جعلها سلطنة كبيرة وقوية، وهو والد السلطان محمود الغزناوي، واحد أكبر زعماء الهند والقادة المسلمين، وبدأ الاغارة على اطراف الهند حسبما ذكرت نجدة فتحي صفوة في مجلد "هذا اليوم والتاريخ"، وبعد وفاة سبكتكين عام 387هـ تولى ابنه اسماعيل الحكم، لكنه على الرغم من كونه بعيدًا وفي أطراف الدولة الإسلامية، إلا أنه جرى عليه ما كان يسري على الخلفاء المسلمين في حينها، فانقلب عليه أخيه محمود لضعفه وعدم قدرته على تدبير الدولة وتولي شئون الحكم حسبما رأى، وهو ما يشابه ما حدث بين الأمين والمأمون في ظل الدولة العباسية، فتقول نجدة في الكتاب السابق: " خلف سبكتكين ثلاثة أولاد هم محمود وإسماعيل ونصر، وكان قد جعل ولي عهده من بعده إسماعيل واستخلفه على الأعمال،...، فلما بلغه –محمود- نعي أبيه كتب إلى أخيه اسماعيل ولاطفه في القول واقترح عليه اقتسام الأموال بالميراث وأن يكون هو مكانه في غزنة ومحمود في خرسان فيدبران الأمور ويتفقان على المصالح كيلا يطمع فيهم العدو، فأبى إسماعيل ذلك"، وتقول نجدة أن إسماعيل كان ضعيفًا مما أدى إلى طمع الجند فيه وتصاعد الشغب ضده، حتى توجه إليه محمود في جيش عظيم ليستولي على الحكم ويبسط سلطانه.

فتح الهند وهدم أعظم أصنامها "سومنات"

بعدما استقرت الدولة لمحمود الغزنوي، بدأ يتطلع إلى توسعة رقعتها وفتح بلاد الهند وغزو أطرافها بداية، تقول نجدة في الكتاب السابق ذكره: "جعل السلطان محمود دأبه غزو الهند مرة في كل عام، فافتتح بلادًا شاسعة حتى انتهى إلى حيث لم تبلغه في الإسلام راية وأزال عنها أدناس الشرك وبنى فيها مساجد وجوامع، ولما فتح بلاد الهند كتب إلى الديوان العزيز في بغداد كتابًا يذكر فيه ما فتحه الله تعالى على يديه من بلاد الهند وأنه كسر صنمًا كبيرًا كان يعبده البراهمة يعرف بـ (سومنات)".

يقول الذهبي، في سير أعلام النبلاء، إن ذلك الصنم كان يعتقد عبدته في الهند أنه يحيى ويميت وكانوا يحجون إليه ويقربون إليه النفائس، "فبلغت الوقوف عليه عشرة آلاف قرية وامتلأت خزائنه من صنوف الأموال"، وكان يقوم على خدمته ألفًا من البراهمة، ومائة من الجوقة من النساء والرجال على السواء، وسار إليه السلطان محمود في مسيرة تقارب الشهر في ثلاثين ألفًا من الجنود، ليفتح القلعة في ثلاثة أيام ويستولى على ما فيها من أموال ويهدم الصنم.

محاربته للباطنية والروافض

ذكر ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية" أنه في عام 420 من الهجرة، حارب محمود بن سبكتكين طائفة من أهل الباطنية والروافض وقتلهم قتلًا زريعًا في الري، ونهب أموال رئيسهم رستم بن علي الديلمي، وينقل الذهبي شهادات الرواة لـمحمود بن سبكتكين بأنه كان صادق النية في إعلاء الدين "مظفرًا كثير الغزو، وكان ذكيًا بعيد الغور، صائب الرأي، وكان مجلسه مورد العلماء".

أصيب محمود الغزنوي بمرض ظل يعاني منه طوال عامين لم يستطع فيهما الاضطجاع على فراض بل كان يتكيء جالسًا، حتى مات وهو كذلك، فتوفي في الثالث والعشرين من ربيع الاول عام 421 هـ .وقال لوزيره في مرض موته: "يا أبا الحسن: ذهب شيخكم"، ليخلفه بعد ذلك في الحكم ابنه "محمد".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان