بعد مبادرة "السبع المثاني" السعودية.. تعرف على حكم الخطأ في قراءة الفاتحة وهل يبطل الصلاة
كـتب - عـلي شـبل:
بعد تدشين وتنفيذ مبادرة "السبع المثاني" في السعودية، والتي تهدف إلى تصحيح تلاوة سورة الفاتحة وقصار السور، بمشاركة أئمة وخطباء منطقة مكة المكرمة، وتشمل أكثر من 11 ألف مسجد بمكة المكرمة، يرصد مصراوي أبرز الفتاوى الصادرة عن الأزهر والإفتاء، والتي توضح الأحكام الشرعية الخاصة بـ"الفاتحة" والتي تتعلق بالصلوات الخمس في اليوم والليلة.
الخطأ في قراءة الفاتحة.. هل يبطل الصلاة؟
يقول كثير من العلماء إن من أخطأ في الفاتحة خطأ غير مخلّ بالمعنى فقراءته وصلاته صحيحتان، ولا يلزمه إعادة ما أخطأ فيه، وإن كان الخطأ مغيراً للمعنى وجب عليه إعادة القراءة.
يقول الإمام النووي في كتابه (المجموع): "إذا لحن في الفاتحة لحنا يخل المعنى بأن ضم تاء أنعمت أو كسرها، أو كسر كاف إياك نعبد، أو قال: إياء بهمزتين لم تصح قراءته وصلاته إن تعمد، وتجب إعادة القراءة إن لم يتعمد، وإن لم يخل المعنى كفتح دال نعبد ونون نستعين وصاد صراط ونحو ذلك لم تبطل صلاته ولا قراءته، ولكنه مكروه ويحرم تعمده. ولو تعمده لم تبطل قراءته ولا صلاته. هذا هو الصحيح، وبه قطع الجمهور. انتهى. ولا يترتب عليه سجود في هذه الحالة".
وكان الدكتور أحمد وسام - أمين الفتوى بدار الإفتاء- أكد أن العلماء أجمعوا على أنه يغتفر فى التلاوة ما لا يغتفر في الفاتحة، أي أنه حال وقع خطأ في تلاوة الفاتحة تبطل الصلاة، أما إذا حدث خطأ في غير ذلك فلا تبطل.
ونصح وسام، في فتواه عبر البث المباشر للصفحة الرسمية للدار على فيسبوك، لتدارك هذا الفعل الذى يبطل الصلاة بمحاولة الحفظ السليم، وكذلك الصلاة بما يحفظ، وعدم المجازفة بالتلاوة حال عدم التأكد من النطق الصحيح.
هل يجب على المأموم الفتح على الإمام إذا أخطأ في الفاتحة؟
أكدت دار الإفتاء أن الفاتحة ركنٌ من أركان الصلاةِ، لا تصح الصلاة إلا بها.
وكان سؤال ورد إلى الدار يقول: "أصلي بالناس إمامًا وبعد قراءة الفاتحة وأثناء قراءتي للسورة سقطت مني كلمةٌ سهوًا. فهل يجب على المأمومِ الفتحُ على الإمام، أم لا؟" أجابت عنه لجنة الفتوى، عبر الصفحة الرسمية للدار على فيسبوك، قائلة إنه يجب على المأمومين الفتح على الإمام إذا أخطأ في الفاتحة؛ لأنها ركنٌ من الصلاةِ، فيكون كَمَن نَسيَ ركوعًا أو سجودًا، كما يلزمهم الفتحُ عليه إذا أخطأ خطأً يغير المعنى؛ بأن أدخل أهل الجنةِ النار مثلًا، أو العكس.
أمين الفتوى يحذر: هذا الخطأ عظيم
من ناحيته، أوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن اللحن أثناء قراءة القرآن قسمان: لحن يُغيّر المعنى المقصود، وعلى المصلي أن ينتبه إليه أثناء قراءة سورة الفاتحة.
وضرب «ممدوح» في إجابته عن سؤال: «هل اللحن في قراءة الفاتحة يبطل الصلاة؟»، مثلاً للحن الظاهر الجلي كأن يقرأ: «صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ» فيقول: «أنعمتُ»! بضم التاء فكأنه يقول - المصلي- أنا من أنعم عليهم، لأن التاء المضمومة هي للمتكلم، أو أن يقرأ «أنعمتِ»! بكسر التاء، فكأنه يقول للمخاطبة المؤثنة أنتِ التي تنعمين عليهم، وهذا خطأ عظيم.
وأضاف أمين الفتوى، في فيديو البث المباشر للصفحة الرسمية للدار على فيسبوك، أن من صور اللحن الجلي أيضًا عند قراءة الفاتحة أن يقرأ «إياكِ» بكسر الكاف بدلًا من فتحها «إياكَ» وهذا خطأ عظيم، يبطل الصلاة، لأنه يغير المعنى المقصود من الكلمة.
وأضاف ممدوح: أما اللحن الخفي فيكون في أحكام التلاوة -التجويد- وهذا النوع لا يغير معنى الكلمة ،وسماه العلماء خطأً خفياً لا يعرفه إلا المهرة من القراء الذين درسوا أحكام التلاوة، منوهًا بأن اللحن الخفي كأن يقرأ دون أن يمد الكلمة، ففو قرأ إنسان فقال: «من السماء ماء»، ولم يمد كلمة سماء، فهل غير المعنى؟، لا فالمعنى لا يتغير فتكون الصلاة صحيحة.
فيديو قد يعجبك: