إعلان

آمنة نصير وأحمد كريمة ومبروك عطية.. هكذا يقضي العلماء أوقاتهم في زمن الحظر

07:56 م الإثنين 30 مارس 2020

كتبت – آمال سامي:

ليالي الحظر الطويلة، والعزل المفروض اضطرارًا عن الآخرين والتجمعات بشتى أنواعها، دفعتنا لنتساءل: كيف يقضي العلماء أوقاتهم في تلك الظروف وهل يشعرون بالملل ويحاولون قتله أيضًا؟ حاور مصراوي عددًا من علماء الأزهر الشريف حول تعاطيهم مع أزمة الحظر والعزل بسبب فيروس كورونا وكيف يقضون أوقاتهم ونصائحهم لقضاء وقت الأزمة لحين انكشاف الغمة..

بين صفحات الكتب وأوراق البحث العلمي في مكتبه، يقضي أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر وقت الحظر والعزل الصحي في إنجاز الأبحاث العلمية، سواء تحكيم رسائل الماجستير أو الدكتوراه أو كتابة الأبحاث الفقهية، والإعداد للأنشطة الإعلامية ومتابعة نشاط مؤسسته الخيرية، كما يعد مسابقة رمضانية لإحدى الصحف المصرية، وقال كريمة إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الوقت والفراغ، وأيضًا في حديث الرسول: لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيم افناه وعن شبابه فيم ابلاه... فالزمن أمانة يسأل الله الإنسان عنها وعلى الإنسان أن يغتنمها في المفيد والنافع، فإما ان يشتغل بالعلم أو يؤدي أعباءه المنزلية المتراكمة، ويتواصل مع اسرته التي هجرها أوقات طويلة بسبب السعي على الكسب والمعاش، ونصح أيضًا كريمة أن ينال المرء قسط وافر من النوم حتى يقوي مناعته كما قال الأطباء، أما قتل الوقت في الأشياء التفاهة وترويج الاشاعات فهذا خاطيء، مستشهدًا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: أمسك عليك لسانك.

وبشر كريمة قائلًا: "بإذن الله البشريات من الصالحين بقرب انحسار الوباء ورفع الداء عن الإنسانية وعن مصر إن شاء الله عز وجل فهي مسألة أيام قليلة جدًا".

"فرصة إني أقرأ لأني لا أمل من القراءة" هكذا رأت آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب، الفرصة مواتية وسانحة جدًا لتقرأ كثيرًا ما لم تكن تقرأ من قبل لعدم اتساع الوقت لذلك، بعد قراءة الصحف اليومية تبدأ نصر في قراءة الموسوعات التي اصدرها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في مؤتمراته، فلم تكن تجد من قبل وقتًا لقراءة أبحاث الزملاء التي تم عرضها في المؤتمرات، تقول نصير ضاحكة "أنا ست ورقية معنديش غير القراءة والقراءة والقراءة".

وبخلاف القراءة ومتابعة الأخبار، تقول نصير: "ثم المطبخ له جزء من الوقت أيضًا"، وتنصح نصير الجميع باستغلال وقت الحظر والعزل بالقراءة خاصة بقراءة القرآن الكريم لما يبثه من نور وروح للنفس البشرية قائلة إن قراءة القرآن من أعظم ما يجدد به الإنسان الملل في حياته اليومية، فمن أمتع ما يمكن أن يبدأ الإنسان به يومه قراءة القرآن بعد صلاة الفجر في الوقت الذي لا يملكه أثناء العمل.

"العلماء في وقت كورونا هم العلماء في غيره فالحجر مفروض على العلماء لأنهم لا وقت عندهم إلا لكتبهم وكتبهم ليس في الشارع" يقول مبروك عطية، أستاذ الشريعة بالأزهر الشريف، مشيرًا إلى أنه ما من عالم إلا وله مكتبته الخاصة به في بيته يعتكف عليها ليل نهار ليجدد نفسه ويذكرها ويكتب ويقرأ ويطلع ليفيد الناس في النهاية، أما عما ينصح به المسلمين ليفعلوه في وقت فراغهم اثناء الحظر والعزل يقول عطية: "لا اعتقد أن هناك وقت فراغ في حياة الإنسان وذلك لأننا خلقنا للعمل ولمعالجة الحياة، فإذا توفر وقت للمكوث في المنزل فوراء كل إنسان في بيته ما يحتاج إلى سنوات لا إلى أيام نسأل الله أن تكون قليلة إذا تبنا إليه توبة نصوحة عن سيئ عاداتنا وتقاليدنا وان نتوب إليه من أكل الحرام وظلم المواريث والغيبة والنميمة وغيرها من الأمور التي تحتاج إلى توبة حقيقية حتى يكشف الله البلاء".

يقول عطية إن أمام الإنسان في بيته شيء معطل تكاسل عن إصلاحه، فربما حنفية مية تحتاج إلى إصلاح يؤجلها وهو عنها كسول بحجة انه يعود من العمل متعبًا وينام، فينصحه عطية بأن يعود إلى أسرته ويصلح من بيته وأن يقرأ، فالقراءة لا يكفي العمر لها زمنا، فعلى المسلم أن يقرأ ويطلع ويبث الدفء في بيته وان يبر المساكين والمحتاجين في الأزمات لأنها سبيل بكشف الضر وكل ذلك بعدم الاختلاط حتى يكشف الله ما بنا من غمة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان