الجفري: متى نعتذر للشباب عن المستوى الرديء الذي قدمنا له به تعاليم الإسلام؟
كتبت – آمال سامي:
في حلقات مقتطفة من كتابه "الإنسانية قبل التدين" للشيخ الحبيب علي الجفري، يرصد الداعية، في 30 حلقة قصيرة ومنفذة برسومات الكولاج المتحركة، كيف تكون الإنسانية قبل التدين في ظل الحاجة إلى منظومة قيم أعلى وقابلة للتطبيق، مؤكدا أن النقص في الإنسانية يتبعه حتما نقص في التدين.
في الحلقة الثامنة والعشرين تحدث الحبيب علي الجفري حول قضية إقحام النصوص الدينية "المعصومة" في تفاصيل حياتنا وتنافساتنا، ضاربًا المثل بما فعلته الكنيسة مع العالم جاليليو وقصة تبنيه ودفاعه عن نظرية كوبرنيكوس بأن الشمس ثابتة والأرض تدور حولها، وهو ما تسبب في استياء قساوسة الفاتيكان آنذاك لأن هذه النظرية تخالف الثقافة الثابتة، يقول الجفري إن القساوسة وقتها ظنوا أن ثبات الأرض ودوران الأرض حولها مفهوم انجيلي يكفر من يخالفه وقد يكون مصيره الإعدام حرقًا، ويتابع الجفري قائلًا إن المحكمة حكمت على جاليليو بالفعل عام 1633 بالاشتباه في الهرطقة وبعقوبة السجن، وفي اليوم التالي خفف الحكم بالإقامة الجبرية مع منعه من مناقشة نظريته ومنع كتاباته.
لم تعترف الكنيسة بخطئها في حقه إلا بعد أكثر من ثلاثمائة سنة على محاكمته، يقول الجفري، راويًا كيف أظهر البابا يوحنا بولس الثاني عام 1992 الندم على الطريقة التي تعاملت بها الكنيسة الكاثوليكية مع جاليليو معلنًا اعترافه بالأخطاء التي ارتكبتها الكنيسة، يقول الجفري إن علينا أن نأخذ العبرة من وراء تلك القصة لنجيب على تساؤل: "هل من الصواب أن نتمادى في إقحام النصوص المعصومة في تفاصيل تنافساتنا وخصوماتنا على نحو يخلط بين فهمنا غير المعصوم والنص المعصوم؟
فهل من الصواب استمرار رفع المصاحف على رماح المعارك السياسية والقتالية لمحاولة كسب الوقت أو احتكار الصواب والاستئثار بالمشروعية؟"، يقول الجفري إن المطلوب أن نحمل مشروعًا حقيقيًا بأبعاده المعرفية والأخلاقية والعملية، موضحًا أنه من الخطأ أن نحمل الإسلام مسئولية ما نحن فيه محاولين إقصاءه من الحياة، فالصواب، يقول الجفري، أن نفهم حقيقة الدين وان نتخلق بأخلاقه ونتذوق روحانيته ونحرره من سجن مضطهديه، ويختتم الحلقة الجفري متسائلًا: "هل من الصواب ان نبادر بالاعتذار لجيل الشباب عن المستوى الرديء الذي قدمنا له به تعاليم الإسلام العظيمة؟ أم ننتظر 300 عام كما فعلت الفاتيكان؟" ثم ذكر الجفري حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين" ، داعيًا الله أن يرزق شباب الأمة الإسلامية نصيبًا وافرًا من هذه البشارة النبوية.
فيديو قد يعجبك: