في ذكرى وفاته.. ماذا تعرف عن "ابن رشد" الجد؟
كتبت – آمال سامي:
تحل اليوم التاسع عشر من ذي القعدة ذكرى وفاة القاضي والفقيه القرطبي ابن رشد الجد، وهو جد الفيلسوف الإسلامي الشهير ابن رشد.."الإمام العلامة شيخ المالكية قاضي الجماعة بقرطبة" هكذا يصفه الذهبي في سير أعلام النبلاء.. فمن هو؟
هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد القرطبي المالكي، كان من أبرز علماء اهل السنة بقرطبة، وكان له سيط كبير واسع في المجتمع الأندلسي والمغربي على حد سواء، تولى منصب قاضي القضاة في عصر دولة المرابطين وظل به لمدة أربع سنوات حتى طلب أن يستقيل منه ليتفرغ للكتابة والبحث، وقال عنه ابن بشكوال أحد أبرز تلامذته: "كان فقيها عالما حافظا للفقه مقدما فيه على جميع أهل عصره عارفا بالفتوى بصيرا بأقوال أئمة المالكية، نافذا في علم الفرائض والأصول من أهل الرياسة في العلم والبراعة والفهم مع الدين والفضل والوقاروالحلم والسمت الحسن والهدي الصالح، ومن تصانيفه: كتاب المقدمات لأوائل كتب المدونة، وكتاب البيان والتحصيل لما في المستخرجة من التوجيه والتعليل، واختصار المبسوطة، واختصار مشكل الآثار للطحاوي، سمعنا عليه بعضها وسار في القضاء بأحسن سيرة وأقوم طريقة ثم استعفى منه فأعفي ونشر كتبه وكان الناس يعولون عليه ويلجؤون إليه وكان حسن الخلق سهل اللقاء كثير النفع لخاصته جميل العشرة لهم بارا بهم".
يعتبر كتابه "الفتاوى" أحد التآليف الفقهية المعتمدة في المذهب المالكي، ووصفها الدكتور المختار بن الطاهر التليلي الذي جمعها وحققها بأنها ثروة فقهية جيدة ومادة "قانونية إسلامية صحيحة" لم تفقد صلاحيتها وقابليتها للحياة، ومن أبرز فتاوى ابن رشد الجد تلك التي أوردها نواف عبد الرحمن في كتابه حضارة الأندلس، حين أصدر فتوى بإبعاد النصارى المستعربين المعاهدين بغرناطة إلى المغرب لغدرهم بالمسلمين ومساندتهم لملك آراغون (وهي منطقة تقع في شمال شرق أسبانيا)، وبالفعل تم ترحيلهم إلى المغرب بمدينتي مكناس وسلا سنة 528 هـ، وكان ألفونسو المحارب، ملك أراغون، قد شن هجومًا على الأندلس في الثاني من سبتمبر عام 1125م، واكتسح مزارع فالنسيا وخربها ووصل إلى شاطبة وبرشانة وانضم إلي صفوفه النصارى المستعربين، بل وصل إلى قرطبة ودمر مزارعها، لكنه هزم بعد ذلك أمام المرابطين في معركة "إفراغة" 1134م/ 528هـ ومات عقب تلك الهزيمة.
عاش ابن رشد الجد سبعين سنة ليلقى ربه في مثل هذا اليوم التاسع عشر من ذي القعدة سنة 520 هـ.
فيديو قد يعجبك: