لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك".. لمن قالها الرسول وهل تصلح لنا؟

01:37 ص الخميس 09 يوليه 2020

القلب

كتبت – آمال سامي:

"استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك" الحديث الشهير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي تنبأ فيه بسؤال أحد أصحابه إليه قبل أن يسأله، وهذا الصحابي هو وابصة بن معبد رضي الله عنه، ويروي لنا وابصة كيف جاء مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم طالبًا السؤال، فيقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا لا أريد أن أدع شيئَا من البر والإثم إلا سألت عنه، فقال لي: ادن يا وابصة، فدنوت منه؛ حتى مست ركبتي ركبته، فقال لي: يا وابصة، أخبرك عما جئت تسأل عنه؟ قلت: يا رسول الله، أخبرني. قال: جئت تسأل عن البر والإثم، قلت نعم، فجمع أصابعه الثلاث، فجعل ينكت بها في صدري، ويقول: "يا وابصة، استفت قلبك، والبر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في القلب، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك"

فما معنى استفت قلبك؟

تقول دار الإفتاء المصرية مجيبة على هذا السؤال إن الحديث لا يعني أن أساس معرفة الأحكام الشرعية وتمييز الصحيح منها هو التذوق النفسي والشعور القلبي، وأوضحت الدار في منشور سابق لها عبر صفحتها الرسمية على الفيس بوك، ان للعلماء طريقين في توجيه الحديث، فمنهم من جعله خاصًا بوابصة رضي الله عنه، فيكون الحكم فيه لا يتعداه لغيره، ويكون في واقعة "عين" لا عموم لها، فيقول الغزالي في إحياء علوم الدين: " لم يرد عليه السلام كل أحد إلى فتوى القلب، وإنما قال ذلك لوابصة؛ لما كان قد عرف من حاله".

أما التفسير الآخر الذي ذهب إليه بعض العلماء، فهو أن الحديث يصلح تطبيقه في حال المؤمن التقي الذي تحقق بنور الإيمان وترقى في مراتب التقى والعرفان، ويطبقه في أمر اشتبه في حله أو جوزاه ولم يجد فيه قولًا لأحد إلا لمن لا يوثق بعلمه ودينه، فيقول الحافظ ابن رجب الحنبلي: " وأما ما ليس فيه نص من الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولا عمن يقتدى بقوله من الصحابة وسلف الأمة، فإذا وقع في نفس المؤمن المطمئن قلبه بالإيمان، المنشرح صدره بنور المعرفة واليقين منه شيء، وحك في صدره لشبهة موجودة، ولم يجد من يفتي فيه بالرخصة إلا من يخبر عن رأيه وهو ممن لا يوثق بعلمه وبدينه، بل هو معروف باتباع الهوى، فهنا يرجع المؤمن إلى ما حك في صدره، وإن أفتاه هؤلاء المفتون".

فمن هو "وابصة بن معبد" راوي الحديث؟

"كان كثير البكاء لا يملك دمعته" هكذا وصفه ابن أثير في كتابه"أسد الغابة في معرفة الصحابة"، أما نسبه فهو وابصة بن معبد بن مالك بن عبيد الأسدي، من أسد بن خزيمة، صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم ثم سكن الكوفة وتحول إلى الرقة وعاش بها حتى توفى هناك، يقول ابن اثير إن وابصة قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث رواها عنه ابناه: عمرو وسالم، وغيرهم، وتوفي وابصة بالرقة وقبره عند منارة المسجد الجامع هناك حسب ابن الأثير.

اقرأ أيضاً..

- علي جمعة: الاعتراف بالذنوب والخطايا أهم ما يعتمد عليه الدين في إصلاح النفس البشرية

- مفندًا قول "فرويد".. علي جمعة: النفس في الإسلام سبع درجات

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان