من غريب القرآن.. معنى قوله تعالى: "وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ"
كتبت – آمال سامي:
في آخر سورة النجم يقول تعالى: "أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ، وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُون، وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ"، وكلمة "سامدون" كلمة من غريب القرآن.. فما هو معناها؟
يشرح الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري، أستاذ الدرسات القرآنية السعودي معنى كلمة "سامدون" قائلًا إنها تعني لاهون، فهي من اللهو، ومنها قولهم سمد البعير أي كان يسير وعنقه في الأرض كأنه لاه، فإذا رفع رأسه فهو منتبه، وأشار البكري إلى أن بعض المفسرين قالوا أن بعض قبائل اليمن يقولون للجارية اسمدي لنا أي غني لنا، فهو نوع من أنواع الطرب، وتعني الآية انكم غافلون لاهون عما يؤل له أمركم في الآخرة، وأضاف البكري أن قوله تعالى: "فاسجدوا لله واعبدوا" دليل على ان انتباه الإنسان وصحوته من هذه الغفلة لا يكون إلا بالعبادة واغتنام الأوقات لله سبحانه وتعالى حتى ينجو الإنسان من الغفلة.
أما القرطبي فيقول في تفسيره إن السمد هو الغناء بلغة حمير، فيقال سمد لنا، أي غني لنا، فكانوا إذا سمعوا القرآن يتلى تغنوا ولعبوا حتى لا يسمعوا، وقيل سامدون أي شامخون ومتكبرون، ومما نقله القرطبي من تفسيرات الآية ما روي علي رضي الله عنه أن معنى سامدون أن يجلسوا غير مصلين ولا منتظرين الصلاة. وقال الحسن : واقفون للصلاة قبل وقوف الإمام. وقال القرطبي نقلًا عن النحاس أنه لما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون لم ير ضاحكا إلا مبتسما حتى مات صلى الله عليه وسلم.
فيديو قد يعجبك: