مصطفى حسني: إنكار الحق رغم رؤيته والتحقق منه من صفات اليهود المنكرين للنبي
كتبت – آمال سامي:
شرح الداعية الإسلامي مصطفى حسني قول الله تعالى في سورة البقرة الآية 101: "وَلَمَّا جَآءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" موضحًا كيف يستفيد منها المؤمن في حياته اليومية، فعلى الرغم من أنها نزلت في اليهود إلا أن تلك الصفة التي تحدثت عنها الآية يفعلها بعض الناس في حياتهم عامة.
فيقول حسني عبر فيديو نشره على قناته الرسمية على يوتيوب إن تلك الآية نزلت في يهود المدينة، حيث ذكرت التوراة صفات النبي صلى الله عليه وسلم بالتفصيل، فأي من قرأ تلك الصفات في التوراه ورآه، يعرفه، فهناك شيء من المطابقة، وقد عرفه اليهود بمجرد خروجه لكنهم رفضوا الاعتراف بذلك لأنه ليس منهم، فقالوا سنلقي التوراة وراء ظهورنا وسوف ننكره كأننا لا نعلم حتى يجدوا مبررًا لتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم.
وأضاف حسني أن هذه الصفة هي إنكار الحق رغم رؤيته والتأكد منه اتباعًا للهوى، فقال العلماء أن العقل قادر على الذاكرة الانتقائية أو الاختيار الانتقائي، فإذا قرر الإنسان قناعة معينة فتختار الذاكرة من الأحداث الماضية ما يؤكد تلك القناعة، ويضرب حسني مثالًا لذلك في حالةأن اعتقد عقل الإنسان أن اباه ظلمه، فيبدأ العقل في تذكر كل شيء حدث بينه وبين ابيه واختلف فيه معه، ويبدأ في تجميع فكرة انه ضحية تربية أبيه، ويقفز فوق حقائق انه افنى حياته من أجله، يقول حسني ان هذا ما تفعله الذاكرة الانتقائية حتى يؤكد القناعة التي بداخله، وكذلك في الاختيار الانتقائي، فيظن مثلا ان الله نساه وسط ملكه واعطى من لا يستحقون.
"فإذا أقر تلك القناعة فلن يرى ألطاف الله المحيطة به، فيبدأ الاختيار الانتقائي لكل دعوة دعاها ولم يستجب الله لها، فالاختيار الانتقائي لا يجعل المرء يرى إلا ما يؤكد المعلومة التي بداخله"، وتابع حسني أن من يفعل ذلك أيضًا حين يغضب من أحدهم لا يرى صفاته الجيدة، ولذلك قال العلماء يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال.
يقول مصطفى حسني إن الإنسان لا يدرك أنه يفعل ذلك إلا بصدمة، فلا يدرك الابن الذي ظن أن أبيه يظلمه إلا بعد وفاته، ولا يدرك كذلك أنه اخطأ إلا بعد أن يموت ويرفع عنه غطاءه، والعلاج هو ان ينظر الإنسان دائما ما يرضي الله ورسوله ويرضي ضميره لا ما يناسب لهواه، وبذلك يكون الإنسان يقظًا يسير على خطا النبي لا على خطا الشيطان كما فعل اليهود.
فيديو قد يعجبك: