- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بقلم: د.محمود الهواري
عضو المكتب الفني لوكيل الأزهر
مرَّ اليوم الدَّوليُّ للتَّعليم، وهو الموافق للرَّابع والعشرين من شهر يناير من كلِّ عام بحسب ما أقرَّته المنظَّمات الدَّوليَّة.
مرَّ ولم يلق اهتمامًا يليق بمكانة التَّعليم، بل لم يشعر به كثيرون!
ولا أعرف ما الَّذي ينبغي أن يقال احتفالًا بالتَّعليم، أو إظهارًا لأهميَّته، فالكلام عن العمليَّة التَّعليميَّة بحر واسع، لا تكدِّره الدِّلاءُ، يشمل في عمقه كثيرًا من تفاصيل مكونات التَّعليم من معلمٍ ومتعلِّمٍ ومناهجَ ونظريَّاتٍ ومقوماتٍ وغير ذلك، ناهيك عن الكلام في العلم ومكانته وأثره في تقدُّم الأمم وحضارتها.
والحقيقة لقد كفاني الكلام عن هذه التَّفاصيل ما تقوم به الكلِّيَّات والمراكز البحثيَّة المتخصِّصة، فهم أدرى بصناعتهم وفَنِّهم، وهم يتناولون المعلمَ وإعداده وتدريبه واتجاهاته وميوله ورضاه، ويتناولون المتعلِّم واستعداداته وقدراته وحاجاته، ويتناولون بيئة التَّعليم بعناصرها وما فيها، ويتناولون كثيرًا من المفاهيم الَّتي تَجِدُّ كلِّ حينٍ بإذن أهلها.
ولذا؛ فلن أتكلَّم في يوم التَّعليم بالكلام الأكاديميِّ الَّذي ملأ صفحات الرَّسائل الجامعيَّة والحوليَّات المحكَّمة، الَّتي استقرت على أرفف المكتبات.
ولن أتشدَّق بنتائج أبحاث التَّرقية المقبولة، الَّتي ملأت (أدراج) مكاتب مؤلِّفيها.
لن أتكلَّم بشيء من هذا -ولكنِّي وقد عايشت التَّعليم والمعلِّمين والمتعلِّمين ما قدَّر اللهُ لي- أحبُّ أن أؤكِّد بَعْدَ نظرٍ وتأمُّلٍ أنَّ أفضلَ وأهمَّ ما يقدِّمه الصَّادقون للأمَّة أن يعلِّموا أبناءها، وأن يبنوا روحًا وعقلًا وفكرًا، وهذا ما ينبغي أن يستقرَّ في الأذهانِ في زمن اختلط فيه كلُّ شيءٍ بكلِّ شيءٍ فلم يعدْ يتبيَّن لنا شيءٌ، فنحن في معركة الوعي حقًّا.
وإنِّي لأتذكَّر في يوم التَّعليم كلَّ مَن أعانني ولو بشطر كلمة مِن أساتذتي الفضلاء في كلِّ مراحل التَّعليم النِّظاميَّة وغير النِّظاميَّة، بل ومن أساتذة مدرسة الحياة الواسعة، وأخصُّهم بالشُّكر والعرفان والثَّناء العاطر؛ لأنَّهم صنعوا منِّي إنسانًا!
وهذا الَّذي انتصبت لأجل أن أتذاكره مع القرَّاء الأكارم، إنَّها قضيَّة «بناء الإنسان».
وإنِّي لأجول بفكري في واقعنا المرِّ، وأبحث عمَّن «يعلِّم فيبني إنسانًا» فأجدهم قلَّة قليلة، تكاد تندثر مع النَّزعة الماديَّة الَّتي تبنَّاها النَّاس في كثير من شئون حياتهم، ثمَّ أرجع بذاكرتي إلى تاريخ العلماء والمربِّين فأجد عندهم نورًا وإشراقًا؛ إذ كانوا يبنون طلَّابهم علميًّا وإنسانيًّا، ويخرجونهم من ضيق الوهم إلى سعة الفهم، ومن ظلمات الجهل إلى نور العلم.
ومَن لأوطاننا بمثلِ هؤلاء؟!
ولست أعني بهذا أنَّ المعلِّمين الَّذين يتبنَّون قضيَّة «بناء الإنسان: عقلًا وفكرًا، وقلبا ووجدانًا» حبستهم الكتب، فلا أثر لهم في واقعنا، كلَّا كلَّا، فأنا أجزم أنَّهم موجودون بيننا، وما زالت قلوبهم بالخير عامرة، وعقولهم فيه مفكِّرة، وأفئدتهم إليه متوقِّدة، وهم مشغولون بقضيَّة بناء الإنسان حتَّى ملكتهم.
وإنَّما أعني أنَّنا نحتاج إلى تكريمهم، والاحتفاء بهم، وإبرازهم، وتقديم تجاربهم للنَّاس ليكونوا لمن بعدهم قدوة يقتفى أثرُها، وتُلتَمس خطواتها، وهذا الدَّور العمليُّ مفقود إلَّا ما ندر.
ودون أن أتعمَّق في تنظيرٍ مسئمٍ مملٍّ، ودون أن أبحث عن كلمات بروتوكوليَّة تناسب منابر المؤتمرات، وقاعات الاحتفالات، فإنِّي أفكِّر، وينبغي أن يفكِّر كذلك كلُّ مشغولٍ بقضيَّة «بناء الإنسان»، أفكِّر في شيء عمليٍّ يبرز النَّماذج النَّاجحة المتميِّزة في التَّعليم، ويقدِّمهم للنَّاس ليكونوا نبراسًا للدُّنيا.
وأثق ثقة تامَّة أنَّ عقول المخلصين مترعة بالأفكار الجديدة الَّتي تبرز دور هؤلاء الممغمورين في دهاليز الحياة.
ولست أعرف لماذا تغيب الدِّراما عن إثبات فضل هؤلاء المعلِّمين، وتقديم إنجازاتهم للنَّاس، مع أن الدِّراما مؤثِّرة وفاعلة.
وأذكر أنِّي شاهدت أحد الأفلام الَّتي تنقل صورة المعلِّم الإنسان، شاهدته مرَّة فحركت هذه الإنسانيَّة المصوَّرة مشاعري وعواطفي فلم أتمالك نفسي فانتحبت بكاء، ولقد استطاع كاتب السِّيناريو والمخرج أن يبدعا في هذا الفيلم، ويصوِّرا الإنسانيَّة الفيَّاضة والمشاعر الغامرة الَّتي تمسُّ القلب فتدمع لها العين؛ ولذا فإنِّي لم أتردَّد في أن أعاود مشاهدته حينًا بعد حين؛ لأتأمَّل هذه الإنسانيَّة الَّتي تمثَّلت في المعلِّم الَّذي استطاع أن يبني إنسانًا، وينقذ روحًا بريئة من براثن عادات موروثة، ولست بصدد نقد دراميٍّ فلست لذلك أهلًا.
وأتمنَّى أن أجد من أهل الخير –وهم كثر في وطننا- من يتبنَّى قضيَّة «بناء الإنسان» فينتج أعمالًا دراميَّة، أو غيرها من أفكار تقدِّم النَّاجحين والمتميِّزين، وترفع من شأنهم، وتؤكِّد منهجهم في نفوس غيرهم.
خالص شكري وتقديري لمن علَّمني، وخالص دعائي لوطني بالتَّقدُّم والرُّقي.
إعلان