قصة تقديس "سعيد بن المسيب" لحديث النبي ولمحات من ورعه
كتبت – آمال سامي:
سعيد بن المسيب هو من أبرز علماء التابعين رضوان الله عليهم، وكان تقيًا ورعًا، يكثر من الذكر ويخشى الله، قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: " أحد الأعلام، و سيد التابعين، ثقة حجة فقيه، رفيع الذكر، رأس في العلم و العمل"، فكان يقرأ القرآن الكريم حتى على راحلته، وكان يحب أن يسمع الشعر لكنه لا ينشده، وكان يكره كذلك كثرة الضحك، وقد ولد سعيد بن المسيب في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام 14 هجريًا في المدينة المنورة، فرأى كبار الصحابة كعمر وعثمان وعلي وزيد بن ثابت رضي الله عنهم جميعًا، وكان كما يصفه العلماء سيد فقهاء المدينة والتابعين في عصره وروى الكثير عن عدد من الصحابة وبعض أمهات المؤمنين.
وذكر عنه محمد نصر الدين عويضة في كتابه "فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب"، قصة تدل على مدى احترامه وتقديسه لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، إذ كان ذات مرة مريضًا فزاره رجل في مرضه وساله عن حديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان مضطجعًا، فقام وجلس ثم حدثته بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، فكره الرجل أن يكون سببًا لمشقته، إذ قال سعيد: أقعدوني فأقعدوه، ثم قال: إني أكره أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا مضطجع.
وكان سعيد بن المسيب من أورع الناس فيما يدخل في بيته، فكان لا يشرب ولا يأكل إلا من طعامه وما في قوت منزله فلا يأكل من الطعام أو الشراب الذي يقوم الناس بتوزيعه في المسجد في رمضان، فإن لم يؤتى له من منزله بشيء فلا أكل ولا شرب، وكان يرى سعيد أن أصل العبادة التفقه في الدين والورع، فحين قيل له لم لا تتعبد مع هؤلاء؟ مشيرين إلى بعض من يصلون ويتعبدون في المسجد، فقال: "ما هذه العبادة ولكن العبادة التفقه بالدين والتفكر في أمر الله تعالى".
وكان لسعيد دعاء أُثر عنه قال فيه إنه لم يدع به قط بشيء إلا رأى بعده نجاحه، فيقول أنه دخل المسجد ذات ليلة فقام ليصلي وجلس ليدعو، فإذا بهاتف يأتيه من خلفه يقول : يا عبد الله قل، فقال: ما أقول؟، فقال: قل اللهم إني أسألك بأنك مالك الملك وأنك على كل شيء قدير وما تشأ من أمر يكن، فكانت هذه الدعوة فتحًا من فتوحات الله سبحانه وتعالى على سعيد بن المسيب .
فيديو قد يعجبك: