علماء الأزهر وجهاد الكلمة.. فتوى "مأمون" بقطع البترول وسر سجدة "الشعراوي" عند الهزيمة والنصر
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت – آمال سامي:
"أنا بالحرف، وأنتم بالسيف، وأنا بالكتاب وأنتم بالكتائب، وأنا باللسان وأنتم بالسنان وعدد الحق دائمًا لا تخرج عن هذين اللونين لأن الحق لا يصارع إلا باطلًا".. هكذا تحدث الامام الشعراوي- رحمه الله- في إحدى ندوات الدعم المعنوي التي كان يقدمها علماء الأزهر وشيوخه لجنودنا الأبطال في سيناء قبل الحرب، ليس وحده، بل كتيبة كاملة من العلماء والشيوخ والفقهاء وحتى الدعاة الصغار، يحشدون الرأي العام، يدفعون للجهاد، ينذرون المثبطين، ويبشرون المجاهدين بالشهادة... في السطور التالية نروي قصصًا لعلماء الأزهر ودورهم في الدعم المعنوي والنفسي لأبطال حرب أكتوبر، وأيضًا في إصدار الفتاوى المناسبة في الوقت المناسب لدعم أبطال الحرب.
الشيخ حسن مأمون يناشد العرب بقطع البترول
بعد نكسة 1967 كان الشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر في تلك الفترة وحتى عام 1969م. وهو صاحب فكرة منع تصدير البترول للعدو، إذ وجه نداءً إلى الحكام العرب يطلب منهم فيه قطع البترول عن العدو ، فقال:" أيها المسلمون إن مصر لا تحارب إسرائيل وحدها، إنها تكافح العدوان الموتور، الممثل في أمريكا وبريطانيا"، وقد استجابت لهذه الدعوة السعودية وإيران والجزائر والعراق وقطر والكويت والإمارات.
ولم يتوقف جهاد الشيخ حسن المأمون على إصدار الفتاوى والدعوات فقط، إذ إنه زار الجبهة عام 1968 وعقد ندوات للجنود بالوحدات العسكرية، وقال: لعلى أُغبِّرُ قدميَّ في سبيل الله، قبل أن ألقى ربي.. أعيشُ هذه اللحظاتِ بين الصامدين والمجاهدين في الجبهةِ
الشيخ عبد الحليم محمود ورؤيا الرسول
لعل رؤية الشيخ عبد الحليم محمود لرسول الله صلى الله عليه وسلم أشهر ما ذكر في هذا الصدد، إذ رأى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الصحابة والجنود وهم يعبرون خط بارليف وأخبر الرئيس السادات بذلك، وقد أسهمت تلك الرؤيا برفع الروح المعنوية للجيش المصري، ولم يتوقف بالطبع دور الشيخ عبد الحليم محمود على الرؤيا التي بشر بها فقط، بل كان يحمس الجماهير دائمًا ضد قتال اسرائيل وتحرير الأرض مبشرًا من يموت في هذه الحرب في الشهادة، ومنذرًا من يتخلف عنها بالنفاق، وأيضًا من ضمن فتواه في هذا الصدد سماحه للجنود بأخذ رخصة الإفطار بسبب حرارة الجو وحاجة الحرب لطاقتهم الكاملة.
إمام الدعاة..الشيخ الشعراوي
كانت جهود الشعراوي رحمه الله الدعوية كبيرة في تلك الفترة، إذ ألتقى كثيرًا جنود الجيش المصري وحاورهم وثبتهم في القتال، وكان من ضمن العلماء الذين شاركوا في إعداد الجنود النفسي منبهًا دائمأ ان على الجيش أن يجمع بين قوة العقيدة الإيمانية وقوة الإعداد العسكري.
وقد نشرت شركة القاهرة للصوتيات والمرئيات تسجيلًا نادرًا للشعراوي يتحدث فيه إلى الجنود ويحثهم على الحفاظ على الوطن باعتباره أصلًا للحفاظ على القيم الإيمانية، مؤكدًا أن سبب غيرة المسلمين على الأرض ليس لأنها أرض، ولكن خوفًا من أن يستولي عليها من يفتننا في ديننا، فقال: "الغيرة على القيم هي الأصل الأصيل في الإسلام، ولذا يجب ألا نغار على قيم إلا على قيم أنفسنا أولًا، فلا نعدل قيم الغير إلا إذا احترمتها أنا أولا"، مؤكدًا أن الجهاد في سبيل الله لا يقتصر فقط على من اغتصب الوطن، وإنما المسألة تتعلق بالقيم ذاتها، فإذا ضاعت في الوطن ولا مغير عليه ولا مستعمر له، فحق علينا الجهاد حينها.
وكانت سجدة الشعراوي فرحًا بانتصار أكتوبر 1973 مثارًا للجدل، إذ قال في أحد لقاءاته إنه استقبل كارثة نكسة 67 كما استقبل نصر أكتوبر، ساجدًا، وكان الفارق بين السجدتين هو الدافع، إذ فرح أن الانتصار لم يتحقق للمسلمين وهم في أحضان الشيوعية، وفرح في أكتوبر أن النصر تحقق بعيدًا عنها فسجد شاكرًا الله أن الانتصار جاء بشعار "الله أكبر".
فيديو قد يعجبك: