من خلق الله وأين يوجد؟.. أغرب 5 أسئلة قد يطرحها طفلك وكيف تجيب عنها
كتبت – آمال سامي:
من خلق الله؟ وكيف هو؟ وأين؟ ولماذا خلق الشيطان؟ وبأي منطق يتم تدمير الكون مادام الله قد خلقه؟ ولماذا خلق الكون هل خلقه فقط ليتسلى؟ أسئلة كثيرة محيرة تدور داخل عقل الصغار يطرحونها على آبائهم ولكن لا يستطيعون بسهولة الإجابة عنها، في الموضوع التالي نستعرض إجابات العلماء على أبرز هذه الأسئلة:
من خلق الله؟.. مبروك عطية يرد
أكد الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن هناك فارقا بين أن يسأله طفل وأن يسأله ملحد، وقال عطية إنه قد فكر في طريقة جديدة في الرد على الأطفال الذين يطرحون هذا السؤال؛ لأنه لا يخاطبهم بما يخاطب به الملحدين، فيقول للطفل الصغير إن الله هو من خلقه وأباه وأمه وكل شيء حوله.
"فلما نقول إن ربنا خلق متقولش إن ربنا مخلوق"، أي أن من خلق لا يكون مخلوقًا، وحين نقول إن الله خلق لا نقول إنه مخلوق، فالمخلوق لا يخلق، وأوضح عطية أن الله سبحانه وتعالى حين أخبر الكفرة أنهم يعبدون أًصناما وحجارة تحدث عن هذه النقطة، إمكانية الخلق، فقال تعالى: "أفمن يخلق كمن لا يخلق"، فالله يخلق فلا بد أن نعبده، ومن لا يخلق نملة هم كل المخلوقات؛ لأن الله هو الخالق البارئ المصور.
"بهذه الطريقة والبساطة يبدأ الأطفال في التفكير وتدريجيا يكبر عقلهم" يقول عطية، مضيفًا أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطانا طريقة عملية لمواجهة تلك الخواطر والوساوس الشيطانية.
فقد علمنا أنه حين يأتي الشيطان لأحدهم فيقول: من أوجدك؟
فيقول: أبي.
فمن أوجد أباك: فيقول: جده، وهكذا حتى يصل لآدم.
فيقول من أوجد آدم.
فيقول إبليس: فمن أوجد الله؟
وعند ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم إن على العبد أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم حينها، فيبعد الله حينها الوساوس التي تحيط بالإنسان، فعقل المخلوق لا يحيط بالخالق سبحانه وتعالى، "ببساطة نعلم أولادنا أصول التوحيد من غير مصطلحات كبيرة أو مناقشات يكرهوها"، ونصح عطية الآباء ألا يتركوا للأبناء فرصة لهذه الأسئلة، فلا يجعلون لدى الطفل وقتًا وفرصة لمثل هذه الأسئلة، بل يجب أن يشغلوا أوقات فراغهم؛ لأن هذا الطفل حين يكبر سيعرف كل شيء.
أين الله وما شكله؟
أجاب عن هذا السؤال الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلًا إنه يجب أن يرسخ لدى الأبناء معنى أن الله هو الخالق والرازق ومدبر كل شيء، وأنه يرانا ويشهد أعمالنا كلها ويحاسب المسيئ ويكافيء المحسن، وأن علينا أن نوضح لهم أن الله سبحانه وتعالى لا يوصف لانه خالق الكون العظيم، إنما في الجنة سوف ينظر إليه المؤمنون وهي أعظم نعمة يحصلون عليها فيها، مؤكدًا أن علينا ان نقف عند بعض الأمور حتى لا تتشتت أذهان الأبناء ويتصورون الله على صورة ما.
وقد ذكرت دار الإفتاء المصرية في وقت سابق أن علينا إذا سَأَلَنا إنسان: أين الله؟ أجبنا بأن الله (سبحانه وتعالى) ليس كَمِثْلِه شيءٌ كما أَخبَرَ سبحانه عن نفْسِه في كتابه العزيز؛ وقال تعالى: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".
وأضافت الدار أن علينا أن "نُخبِرُهُ بأنه لا يَنبغي له أن يَتَطَرَّقَ ذِهْنُهُ إلى التفكير في ذات الله سبحانه وتعالى بما يَقتضي الهيئةَ والصورةَ؛ فهذا خَطَرٌ كبير يُفضي إلى تَشبيه الله سبحانه وتعالى بِخَلْقِه، ونُخبِرُهُ بأنه يَجبُ علينا أن نَتَفَكَّرَ في دلائل قُدرَتِهِ سبحانه وتعالى وآياتِ عَظَمَتِهِ فيَزْدَادَ إيمانُنَا به سبحانه.
لماذا خلق الله يأجوج ومأجوج؟
سُئل الشيخ وسيم يوسف من أحد الأطفال في برنامجه "من رحيق الإيمان" عن يأجوج ومأجوج، ولم خلقهم الله؟، يجيب وسيم: "مثلما خلق الله كل ما ابتلينا به كالأفعى والمرض فهو مجرد ابتلاء يضعه الله ليختبر من يصبر ومن لا يصبر"، فيقول وسيم ان الناس عند النعم تشكر وتتساوى ولكن عند المصائب تظهر العقول، ويظهر أهل الصبر، فيقول وسيم ان الله سبحانه وتعالى يبتلينا بالخير والشر فتنة لنا لنرى هل نصبر أم لا، وظهور يأجوج ومأجوج في آخر الزمان هو ابتلاء لمن يظهر بينهم، مضيفًا أن أعظم فتنة وقعت في عهد قريش كانت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه اختبار هل يؤمنون أم يكفرون؟ وهل يصدقون النبي صلى الله عليه وسلم أم لا، وقد ابتلي الصحابة بالجوع والمعارك وغيرها وكذلك ابتلوا في دينهم وأيضًا نحن نتعرض لهذه الابتلاءات.
هل خلق الله الكون حتى يتسلى؟
"لا ليس للتسلية وإنما للتكريم".. أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الله سبحانه وتعالى كرم الإنسان ووهبه النعم، فقال تعالى: "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها"، وقال تعالى: "وقد كرمنا بني آدم"، ثم أمر ونهى بالقليل وبأشياء محدودة جدًا، وأشار جمعة إلى أن الله سبحانه وتعالى قال للإنسان بداية أنه سيجعل الملائكة الذين سجدوا له في بداية خلقه أن يخدموه في الجنة، "أنا وافقت والأبعد موافقش أنا مالي؟ أنا سبتك تدخل النار براحتك انت مش عاوزني ادخل الجنة براحتي ليه؟".
وقال جمعة إنه هكذا تتم الإجابة على الفتاة، فهناك برنامج قال سبحانه وتعالى أن من يفعله يدخل الجنة ويحدث كذا وكذا، فإن لم تفعله فتدخل النار وهي حرة في ذلك، "عملية عادلة قصادها ثواب وعقاب"، لكن يقول جمعة إن هذه الأسئلة عادة تأتي من شخص لا يريد ان يُكلف، "يعني مش عاوزة تتوضى وتصلي..فنقولها لا اتوضي وصلي وهتاخدي ثواب".
لماذا يعطي الله رزقًا وفيرًا لمن يعصيه ونحن نعبده نظل فقراء؟
" لأن لو لديه كل شيء يصبح في الجنة لا في الدنيا" هكذا أجاب عمرو خالد، الداعية الإسلامي، موضحًا أن الطفل يجب أن يفهم أن الدنيا بسيطة، وأن من يدخل الجنة من عاش يرضي الله سبحانه وتعالى في الدنيا بصرف النظر عما كان معه أموالًا كثيرة او لا.
"ممكن يكون غني بس صحته تعبانة، وممكن مش معانا فلوس كتير بس صحتنا حلوة، وممكن نكون أغنياء لأننا مبسوطين بحياتنا أو يبقى معانا فلوس كتير بس فقراء"، وعدد خالد الاحتمالات قائلًا انه من الممكن ان يغتنى الفقير بعد عدة سنوات أيضًا، لأن العبد حين يجتهد يرزقه الله سبحانه وتعالى، وضرب مثالًا على ذلك بلاعبي كرة القدم الذين كانوا فقراء ثم اغتنوا وغيرهم.
"مين قالك إن الأغنياء بيتولدوا أغنياء؟ مش يمكن ربنا خلقنا فقراء عشان نجتهد ونسعى عشان يبقى معانا فلوس؟" يقول عمرو خالد مؤكدًا أن الغنى والفقر موضوع نسبي ويتوقف على نظرة الإنسان للدنيا ورضاه عن الله، ومدى اجتهاده في الدنيا من عدمه، وأنه يجب أن يفهم هذه المعاني فإن اجتهد قد يصبح عبقري في يوم من الأيام.
فيديو قد يعجبك: