في ذكرى وفاتها.. أبرز المعلومات عن الكاتبة بنت الشاطئ وسيرتها الفكرية يستعرضها الأزهر للفتوى
كـتب- علي شبل:
في إطار مشروعه التثقيفي «#حكاية_كتاب» قدم مركز الأزهر العالميّ للفتوى الإلكترونية حكاية الكتاب «تراجم سيدات بيت النبوة رضي الله عنهن» في ذكرى وفاة بنت الشاطئ الدكتورة عائشة عبد الرحمن، التي حلّت أمس 1 ديسمبر 1998م.
ونشر الأزهر للفتوى، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أبرز المعلومات عن بنت الشاطئ، في النقاط التالية:
مؤلفة الكتاب في سُطور
هي الكاتبة، والمفكرة، والأديبة، موسوعية العلم، بنت الشاطئ عائشة عبد الرحمن، التي ولدت في بيتٍ صوفي بمدينة دمياط؛ وكان والدها شيخًا صوفيًا ومعلمًا بمعهد أزهري.
رحلتها العلمية
بدأت بنت الشاطئ رحلتها العلمية في سنن مبكرةٍ، حيث وهبها والداها للعلم منذ ولادتها، فحفظت القرآن الكريم، وتلقت تعليمها الأولي من المنزل، وأظهرت نبوغًا وتفوقًا في مراحل التعليم المختلفة، إلى أن تخرجت في كلية الآداب، وحصلت على درجة الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941م، ودرجة الدكتوراة عام 1950م.
سبب تسميتها ببنت الشاطئ
بدأت الدكتورة عائشة مسيرتها في الكتابة الأدبية بنشر مقالات صحفية وهي في المرحلة الثانوية، تحت اسم مستعار هو: «بنت الشاطئ»، وقد اختارت هذا الاسم؛ لأنها رأت فيه تعبيرًا عنها، وعن البيئة التي عاشت وترعرعت فيها، حيث ذكريات الطفولة على شاطئ مدينة دمياط.
أساتذتها
تتلمذت بنت الشاطئ على يد كثير من العلماء الأجلاء، وتأثرت بهم، أمثال:
الشيخ مرسي، والشيخ محمد رفعت، اللذان حفظاها القرآن الكريم، والشيخ مصطفى عبد الرازق، والشيخ فرج السنهوري، والدكتور طه حسين، وزوجها الدكتور أمين الخولي الذي كان يدرسها بالجامعة، وغيرهم كثير.
حياتها العلمية والعملية
تعتبر الدكتورة عائشة أول سيدة تحاضر في جامعة الأزهر، بالإضافة إلى أنها شغلت منصب أستاذ كرسي للغة العربية وآدابها في جامعة عين شمس بمصر، وأعيرت للتدريس في العديد من الدول العربية، التي منها: المغرب، والسودان، والإمارات، والجزائر، والمملكة العربية السعودية.
ميراثها العلمي
تركت الدكتورة عائشة عبد الرحمن ميراثًا من الكتابات يزيد على أربعين كتابًا في الدراسات الأدبية، والفقهية، والتاريخية، والدينية، من أبرزها: التفسير البياني للقرآن الكريم، وتراجم سيدات بيت النبوة، والقرآن وقضايا العصر، ولها أعمال روائية أشهرها: على الجسر، إضافةً للمقالات، وما حققته من النصوص والمخطوطات.
تكريمات وجوائز
حصلت الدكتورة عائشة عبد الرحمن على الكثير من الجوائز، منها:
جائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1978م، وجائزة الملك فيصل للأدب العربي مناصفة مع الدكتورة وداد القاضي عام 1994م، كما مُنحت عضوية العديد من المؤسسات الإسلامية، مثل مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، والمجالس القومية المتخصصة، وأطلق اسمها على الكثير من المدارس، وقاعات المحاضرات في دول عربية عديدة.
وفاتها
توفيت الدكتورة عائشة عبد الرحمن في الحادي عشر من شعبان عام 1419هـ، الموافق للأول من ديسمبر عام 1998م، بعد رحلة من البذل والعطاء، فجزاها الله خيرًا عن ما قدمته للمسلمين والإسلام.
بين يدي الكتاب
يسرد لنا الكتاب سيرة وتراجم سيدات بيت النبوة رضوان الله عليهن بأسلوبٍ أدبيٍ ماتع؛ ويستعرض جانبًا من حياة سيدات البيت النبوي رضي الله عنهن وأرضاهن، في صفحاتٍ لا تتجاوز 750 صفحة، وهو مقسم إلى خمسة كتب:
الكتاب الأول: «أم النبي ﷺ»، وتناولت فيه الكاتبة نشأة السيدة آمنة بنت وهب بمكة المكرمة في جوار البيت العتيق، وزواجها بـعبد الله بن عبد المطلب، وحملها وولادتها لسيد البشر وخاتم الرسل ﷺ.
الكتاب الثاني: «نساء النبي رضي الله عنهن»، وتحدثت فيه عن شخصيات أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وحياتهن في بيت النبوة، ومرافقتهن، وتأثرهن بسيد العالمين سيدنا النبي ﷺ.
الكتاب الثالث: «بنات النبي رضي الله عنهن»، وتحدثت فيه عن نشأتهن وتربيتهن في البيت النبوي، كما تحدثت عن حياتهن الزوجية في بيت أزواجهن، وتأثير التربية النبوية الراقية عليهن.
الكتاب الرابع: «السيدة زينب بنت الإمام علي عقيلة بني هاشم»، وتناولت في هذا الكتاب حياتها ونشأتها في بيت جدها ﷺ، وزواجها من سيدنا عبد الله بن جعفر الطيار رضي الله عنهما، كما تناولت محنتها في موقعة كربلاء، حيث استشهاد كوكبة من آل البيت، على رأسهم سيدنا ومولانا الإمام الحسين رضي الله عنهم أجمعين.
الكتاب الخامس: «السيدة سكينة بنت الإمام الحسين رضي الله عنهما»، وتحدثت عن طفولتها في بيت أبيها الإمام الحسين رضي الله عنه، وعن البلايا والمحن التي مرت بها، كما تناولت حياتها الزوجية والاجتماعية.
والكتاب بأبوابه وأقسامه روضة غناء، يكفيكَ أن تطالعه فتغنم منه الفوائد والحكم، وتقتدي بعظيم الفضائل والشيم، وترى عن كثب سيرة آل بيت سيدنا رسول الله ﷺ العطرة.
فيديو قد يعجبك: