سيدة تسأل: عليّ أيام من رمضان على مدار سنوات ماذا أفعل؟.. ومستشار المفتي يجيب
كـتب- علي شبل:
تحت عنوان (دقيقة فقهية) نشر الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، وأمين عام الفتوى، رده على سؤال تلقاه من سيدة تقول: كنت أفطر مدة سبعة أيام في عدد من شهور رمضان لعدة سنوات؛ وذلك بسبب الدورة الشهرية وإلى الآن لم أقضِ هذه الأيام، فماذا أفعل ؟
في إجابته، أوضح عاشور الرأي الشرعي وآراء الفقهاء في تلك المسألة، قائلًا:
أولًا : اتفق الفقهاء على مطالبة المرأة الحائض بقضاء ما أفطرته أثناء حيضها في غير أيام رمضان ، لقول السيدة عائشة رضي الله عنها في الحيض: "كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ ، فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ ، وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ".
ثانيًا : ذهب الفقهاء إلى أن قضاء رمضان لا يجب على الفور بعد انتهاء رمضان مباشرة ، بل يجب وجوبًا مُوَسَّعًا على التراخي ، لكنهم اختلفوا في حد التراخي:
فذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنه لا بد أن يقع هذا القضاء على مدار العام وقبل دخول شهر رمضان التالي ، وإلا وجبت عليها الفدية مع القضاء .
وذهب الحنفية وبعض أهل الاجتهاد من الفقهاء إلى إطلاق حد التراخي مدى العمر ، فالمرأة تقضي ما فاتها من غير تقيد بدخول شهر رمضان التالي ، ولا إثم عليها حينئذ ولا فدية ؛ بل عليها القضاء فقط لعموم قول الله تعالى : {فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184].
وفي خلاصة فتواه، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أكد عاشور أنه ينبغي على المرأة أن تسارع في قضاء ما فاتها من أيام في شهور رمضان المتتالية بسبب حيضها ، ولها قضاء ما فاتها عن السنوات السابقة بحسب استطاعتها ، ولها أن تصومها متفرقة أو متتابعة، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قضاء رمضان : " إِنْ شَاءَ فَرَّقَ وَإِنْ شَاءَ تَابَعَ " ، ولا فدية عليها في ذلك على مذهب الحنفية وهو المختار في الفتوى.
والله أعلم
فيديو قد يعجبك: