رغم الاحتياج إليهم.. لماذا لا يوجد رسل في زمننا؟.. علماء يجيبون
كتبت – آمال سامي:
"لماذا لا يوجد رسل في هذا الزمن الصعب ونحن أحوج ما نكون لذلك؟" هكذا أثار تلك القضية أحد متابعي الداعية الإسلامي مصطفى حسني بهذا السؤال الذي أرسله إليه، ليجيب حسني عبر فيديو نشره على قناته الرسمية على يوتيوب قائلًا إن أمة النبي صلى الله عليه وسلم بها ورثة الرسل والأنبياء جميعا.
واستشهد مصطفى حسني في حديثه بقوله تعالى: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ"، قائلًا إن الرسل كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر كذلك، وكان لديهم رحمة بالخلق وبلاغ عن الحق سبحانه وتعالى، وهو ما تحقق في الأمة الإسلامية "فنحن جميعًا كأننا رسل لبعضنا البعض والله أعلم".
لماذا يرسل الله الرسل وهل نحتاج الآن لنبي جديد؟
في كتابه "ختم النبوة في ضوء القرآن والسنة" تحدث أبو الأعلى المودودي عن هذه القضية، ذاكرًا أسباب إرسال الله سبحانه وتعالى للأنبياء والرسل ابتداء ملخصًا أياها في أربعة أسباب وهم:
1ـ كانت هذه الأمة ما جاءها من الله نبي من قبل، ولا كان لتعاليم نبي مبعوث في أمة غيرها أن تصل إليها.
2ـ كان قد أرسل إليها نبي من قبل، ولكن كان تعليمه قد انمحى أو لعبت به يد النسيان أو التحريف حتى لم يعد بإمكان الناس أن يتبعوه اتباعا كاملا صحيحا.
3ـ كان قد أرسل إليها نبي من قبل، ولكن تعاليمه ما كانت كاملة ولا هدايته كانت شاملة ـ يعني لمتطلبات ما تلاه من العصور ـ فألحت الحاجة إلى المزيد من الأنبياء لإكمال الدين.
4ـ كان قد أرسل إليها نبي، ولكن كانت الحاجة تقتضي أن يرسل معه نبي آخر لتصديقه وتأييده.
يقول المودودي إن كل هذه الأسباب قد زالت بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فليس هناك حاجة للأمم كافة أن يرسل إليها نبي جديد، فقد ذكر القرآن أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة، فمازالت حتى الآن الظروف مهيأة في العالم كله لتصل دعوته إلى كل ركن من أركانه، فزال بذلك السبب الأول، أما السبب الثاني فزال بحفظ الله تعالى لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يقع في الإسلام نقص ولا زيادة ولا تحريف، وليس من الممكن أن يقع لحفظ الله له، وكانت رسالته كذلك تحمل هداية شاملة للناس وذكر تعالى في القرآن الكريم أن الله قد أكمل دينه بواسطة النبي صلى الله عليه وسلم فليس هناك حاجة لنبي جديد ليكمله، كذلك ليست هناك حاجة لأرسال رسل أخرى لتأييد النبي وتصديقه، وأضاف المودودي في كتابه: "وإن قيل إن الأمة قد فسدت فالعمل على إصلاحها يحتاج إلى بعثة نبي جديد!! قلنا: هل بعث نبي في الدنيا لمجرد الإصلاح حتى يبعث في هذا الزمان لمجرد هذا الغرض؟ إن النبي لا يبعث إلا ليوحى إليه، ولا تكون الحاجة إلى الوحي إلا لتبليغ رسالة جديدة أو إكمال رسالة متقدمة أو لتطهيرها من شوائب التحريف والتبديل، فلما قد قضيت كل هذه الحاجات إلى الوحي بحفظ القرآن وسنة محمد صلى الله عليه وسلم وإكمال الدين على يده صلى الله عليه وسلم فلم تبق الحاجة الآن إلى الأنبياء، وإنما هي إلى المصلحين"
الشعراوي يفسر سبب عدم ارسال أنبياء جدد
وكان الشيخ الشعراوي رحمه الله تحدث عن تلك القضية في إحدى حلقات تفسيره للقرآن الكريم، قائلًا إن من رحمة الله بالعالمين أنه قد ضمن في امة محمد أن تكون بها نفس لوامة، وان يكون مجتمعها ناهيًا عن المنكر وآمرا بالمعروف، لذا لا يجيء نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، "فأمة محمد فيها مناعة موجودة في النفس أولًا والمجتمع ثانيًا"، وذكر الشعراوي أن سبب نزول الرسل للأمم هو غياب النفس اللوامة على المستوى الفردي وكذلك على مستوى المجتمع، قائلًا : "فإذا لم يكن للنفس مانع ولا للمجتمع رادع فلابد ان تتدخل السماء برسول جديد ومعجزة جديدة ليعيدوا الخلق إلى رشدهم"، وقال الشعراوي أن كل رسول قد جاء إلى الأرض وقف له أكابر القوم لأنه سيسلبهم ما أخذوه من منفعة لصالحهم نتيجة لفساد المجتمع، وقد تعرض النبي لأضعاف الأذى لأن مهمته كانت كبيرة وضخمة، تحصلوا عليها نتيجة لفساد المجتمع كمنتفعين من هذا الفساد، مشيرًا إلى أن كل نبي كان يأتي لأمة محدودة ولزمن محدود، لكن رسول الله جاء ليعم الزمان كله إلى أن تقوم الساعة وليعم الاماكن كلها، فكانت مهمته صعبة ولذا وقف له أكابر المنتفعين والفسدة ليعيقوا دعوته.
فيديو قد يعجبك: