إعلان

في يوم المرأة العالمي.. فقيهات أغفلهن التاريخ منهن صاحبة أدق وصف للنبي

06:54 م الإثنين 08 مارس 2021

تعبيرية

كتبت – آمال سامي:

لم يخل التاريخ الإسلامي من إسهامات المرأة المسلمة في شتى المجالات، ولعل أبرز وأهم تلك المجالات العلوم الدينية وعلم الحديث خاصة، فهناك العديد من نساء المؤمنات اللاتي برزن في رواية الحديث، وعلى الرغم من ذلك فإنهن لسن معروفات للكثير، وفي يوم المرأة العالمي الموافق اليوم الثامن من مارس، يحاول مصراوي إلقاء الضوء على بعض منهن في التقرير التالي:

تحدث ابن سعد في كتابه "الطبقات" عن سبعمائة امرأة روين الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن بعض أصحابه، وترجم ابن حجر في "الإصابة في تمييز الصحابة، لما يجاوز الألف والنصف من المحدثات شهد لهن بالعلم، ويورد في كتابه أن الحافظ الذهبي حين ألف كتابه "ميزان الإعتدال" في نقد رجال الحديث أخرج فيه أربعة آلاف متهم من المحدثين، ثم قال: "وما علمت من النساء من أتهمت ولا من تركوها"، لكن الغريب أن هؤلاء النساء لا يعرف عنهن الكثير وأسماؤهن لا تجري على الألسنة كأمثالهم من الرجال..

أم المؤمنين عائشة

على رأس هؤلاء النسوة العالمات، كانت السيدة عائشة، أم المؤمنين رضي الله عنها، فكانت تحدث الناس وتصحح للصحابة وتفتيهم، وتستدرك على فتاويهم أيضًا، فألف الإمام بدر الدين الزركشي كتابًا اسماه "الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة"، وبرعت السيدة عائشة رضي الله عنها في علم الفرائض "المواريث" فكان الصحابة حين تستشكل عليهم مسألة في المواريث يسألون عائشة، فيقول عروة بن الزبير: " ما رأيت أحدًا أعلم بالقرآن ولا بفرائضه، ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث العرب، ولا بنسب، من عائشة"، وقال عنها عطاء بن أبي رباح: "كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيًا في العامة"، ووصفها الذهبي بـ "أفقه نساء الأمة".

روت السيدة عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 2210 حديثا، أخرج لها منها في الصحيحين 297 حديثًا، وأعتبرت السيدة عائشة من المكثرين – وهم من زاد ما رووه من أحاديث عن ألف – فتأتي في المرتبة الثالثة بعد أبي هريرة وعبد الله بن عمر رضي الله عنه.

أم معبد الخزاعية.. صاحبة أدق وأشهر وصف للرسول

أم معبد هي المرأة التي التقى بها الرسول صلى الله عليه وسلم في طريق هجرته، وهي عاتكة بنت خالد، وقد أسلمت بعد ذلك وهاجرت، وقد رويت قصة لقائها بالنبي فوصفته خير صفة، ويعتبر وصفها هو من أعم وأشمل وصف للرسول صلى الله عليه وسلم وصلنا، فقالت: " رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه ثحلة ولم تزر به صعلة وسيم في عينيه دعج، وفي أشفاره وطف وفي صوته صهل وفي عنقه سطع وفي لحيته كثاثة، أزج أقرن، إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سماه وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب، حلو المنطق فصل لا هذر ولا نزر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن ربع لا يأس من طول ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا، له رفقاء يحفون به إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره محفود محشود لا عابس ولا مفند".

وظاهر الوضاءة أي جماله يظهر لكل لمن ينظر إليه، والوضاءة هي حسن المنظر، وأبلج الوجه، أي مشرق الوجه، لا يعيبه ضخامة بدن ولا هو بالقصير ولا بالطويل، عيناه واسعتان، شديد سوادهما وشديد بياضهما، وشعر رموشه صلى الله عليه وسلم طويل، وكان في صوته بحة لا حدة، وكان في عنقه "سطع" أي طول، لا يعبس ولا يحتقر أحدًا.

وقد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل: كيف لم يصف أحد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما وصفته أم معبد؟ فقال: لأن النساء يصفن الرجال بأهوائهن فيجدن في صفاتهن.

فاطمة بن أسد بن هاشم

هي زوجة عم النبي صلى الله عليه وسلم، أبو طالب، وأم سيدنا علي رضي الله عنه، كانت من أوائل المهاجرات، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن فاطمة في قميصه فروى ابن عباس رضي الله عنهما: أنه لمـَّا ماتت فاطمة أم علي بن أبي طالب رضي الله عنه خلع رسول الله صلى الله عليه و سلم قميصه وألبسها إياه واضطجع معها في قبرها، فلمَّا سوَّى عليها التراب قال بعضهم: يا رسول الله، رأيناك صنعت شيئًا لم تصنعه بأحدٍ، فقال صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي أَلْبَسْتُها قَمِيصِي لِتَلْبَسَ مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ، وَاضْطَجَعْتُ مَعَهَا فِي قَبْرِهَا لَيُخَفَّفَ عَنْهَا مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ، إِنَّهَا كَانَتْ أَحْسَنَ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيَّ صَنِيعًا بَعْدَ أَبِي طَالِبٍ"، وقد روت فاطمة رضي الله عنها عن النبي 46 حديثًا،منهم حديث واحد في الصحيحين متفق عليه.

كريمة بنت أحمد المروزية

أطلق عليها المؤرخون لقب "أم الكرام" لدورها الكبير في خدمة العلوم الإسلامية، ولدت في مرو الشاهجان، وهي من أشهر مدن خراسان، ثم جاورت المسجد الحرام في مكة، وارتحلت في طلب العلم، كانت حياة كريمة المروزية في طلب العلم وتلقيه وتعليمه أيضًا، فلم تتتزوج قط، ووصفها الإمام الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء: " الشيخة، العالمة، الفاضلة، المسندة، أم الكرام كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزية المجاورة بحرم الله.... وكانت إذا روت قابلت بأصلها، ولها فهم ومعرفة مع الخير والتعبد. روت "الصحيح" مرات كثيرة: مرة بقراءة أبي بكر الخطيب في أيام الموسم، وماتت بكرا لم تتزوج أبدا"، ومما اشتهرت به روايتها لصحيح البخاري، فهي صاحبة أعلى إسناد له ونسختها هي المعتمدة فيه، فيقول ابن حجر في فتح الباري في شرح صحيح البخاري، أن من أهم نسخ صحيح البخاري النسخة التي روتها المحدثة كريمة بنت أحمد المروزية، التي حضر دروسها كبار علماء الحديث ونالوا منها الاجازة، توفيت السيدة كريمة المروزية عام 463 هـ بعد أن بلغت من العمر مائة عام.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان