في ذكرى ميلاد عمر الخيام: عالم الفلك والشاعر الشهير.. هل كان ملحدًا؟
كتبت – آمال سامي:
هو غياث الدين أبو الفتح عمر بن إبراهيم الخيام، وهو أحد نابغي الشرق حيث ولد في نيسابور في أواسط القرن الخامس الهجري وتوفي فيها في أوائل القرن السادس الهجري، يصفه أحمد حامد الصراف، في كتابه "عمر الخيام" قائلًا: "كان رجلًا ذكي الفؤاد، حاد الذهن، عصبي المزاج، متشائمًا، يحمل بين جنبيه نفسًا ثائرة متمردة على الحياة وما فيها من عقائد وتقاليد ونظم"، وقد اشتهر الخيام بعلمه بالفلسفة والفلك والرياضيات والطبيعيات، وكذلك اشتهر أيضًا بالأدب، فهو صاحب رباعيات الخيام الشهيرة.
وتحل اليوم ذكرى ميلاد عمر الخيام في مثل هذا اليوم الثامن عشر من مايو عام 1048م، على الرغم من شهرة رباعياته إلا أنه عرف في العالم من خلال جهوده العلمية في الجبر وغيرها، إلا أن الرباعيات كان لها شأن خاص، إذ ترجمت من لغته الأم "الفارسية" إلى معظم لغات العالم، فكان له السبق في كتابة الرباعيات، وهي عبارة عن مقطوعات شعرية مكونة من أربعة أبيات، ولأنها مثيرة للجدل فبعضها تسبب في اتهامه بالإلحاد والمجون إلا أن بعضها الآخر كان غاية في الجمال، فشكك البعض أيضًا في نسبتها إليه، إذ قيل أنه ما بين الألف رباعية لا تصح نسبة سوى 14 إلى 17 رباعية فقط إلى الخيام، وذهب البعض أيضًا إلى انه كان هناك خيامين لا خيام واحد بسبب تناقض رباعياته ما بين المجاهرة بالذنب والمجون والفسق وما بين التوبة والأمل في عفو الله تعالى.
على الرغم من أن ما ورد من تلاميذه من اخبار تخصه مثل كتاب "المقالات الأربع" لـ نظامي السمرقندي، لم يرد كشاعر وإنما كان فقط كعالم فلك، فكان الفضل في معرفة رباعياته للشاعر الإنجليزي "فيتزجيرالد" الذي ترجمها عام 1856م، وهكذا بدأ اسم الخيام يذيع ويشتهر في الغرب، لكنه لم يكن معروفًا بشكل كبير عند العرب إلا قليلا منهم.
وقد شهد له عدد من العلماء بالعلم والحكمة، ومن هؤلاء أبو بكر الرازي الذي وصفه في "مرصاد العباد" بأنَّه أحد فضلاء عصره، وأنَّه "المشهور بحكمته وكياسته"، وقال عنه البيهقي في "تتمة صوان الحكمة": إنَّه كان "تلو علي بن سينا في أجزاء علوم الحكمة ..، وكان عالمًا بالفقه واللغة والتواريخ"، ووصفه القفطي في "إخبار العلماء" بأنَّه "إمام خراسان وعلامة الزمان، يعلم علم اليونان ..، وكان عديم القرين في علم النجوم والحكمة، وبه يُضرب المثل في هذه الأنواع"، أما القزويني فقال عنه في "آثار البلاد وأخبار العباد" إنَّه "كان حكيمًا عارفًا بجميع أنواع الحكمة سيما نوع الرياضيات".
أشهر رباعيات عمر الخيام
إن لم أكن أخلصت في طاعتك
فإني اطمع في رحمتك
وإنما يشفع لي أنني
قد عشت لا أشرك في وحدتك
الدرع لا تمنع سهم الأجل
والمال لا يدفعه أن نزل
وكل ما في عيشنا زائل
لا شيء يبقى غير طيب العمل
وقد غنت أم كلثوم لمجموعة من رباعيات الخيام في أغنية شهيرة حملت نفس الأسم، ترجمها أحمد رامي ولحنها رياض السنباطي عام 1951 تقريبًا، ومنها:
لا تشغل البال بماضي الزمان
ولا بآتي العيش قبل الأوان
واغنم من الحاضر لذاته
فليس في طبع الليالي الأمان
غَدٌ بِظَهْرِ الغيب واليومُ لي
وكمْ يَخيبُ الظَنُ في المُقْبِلِ
ولَسْتُ بالغافل حتى أرى
جَمال دُنيايَ ولا أجتلي
ولعمر الخيام مؤلفات علمية عديدة، منها:
· شرح ما أشكل من مصادرات كتاب أقليدس.
· الاحتيال لمعرفة مقداري الذهب والفضة في جسم مركب منهما، وفيه طريقة قياس الكثافة النوعية.
· رسالة في الموسيقى.
فيديو قد يعجبك: