إعلان

قصة بناء "المسجد الأقصى" بين النصوص الإسلامية واليهودية (1)

07:10 م الأحد 23 مايو 2021

المسجد الأقصى

كتبت – آمال سامي:

يرجع تاريخ بناء المسجد الأقصى إلى عهد نبي الله إبراهيم عليه السلام، حيث بناه بعد بنائه للبيت الحرام بمكة المكرمة بأربعين عامًا، إذ ورد عن البخاري في صحيحه عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام، قلت: ثم أي؟، قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة، ثم أينما أدركت الصلاة بعد فصله، فإن الفضل فيه.

ويروي الدكتور محمد علي البار في كتابه "القدس والمسجد الأقصى عبر التاريخ" أن هناك عدة لروايات لبناء المسجد الأقصى، فقيل إن من بناه هو ابن إبرهيم عليه السلام سيدنا إسحاق، بعد وفاة أبيه، وقيل فيه كذلك ما قيل في الكعبة أن الملائكة بنتهما، كما قيل أن آدم عليه السلام هو الذي وضع الأسس للبيت الحرام ثم المسجد الأقصى، وأن إبراهيم رفع القواعد من البيت، فلما تهدم البيت مع مرور السنين بقيت القواعد فرفع إبراهيم وإسماعيل عليها البناء.

وعلى الرغم من أن البيت الحرام ظل معمورًا منذ بداية بنائه، إلا أن المسجد الأقصى اندثر فترة طويلة من الزمن على الرغم من بقاء آثاره التي اجتمع فيها الأنبياء مثلما حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم في حادث الإسراء والمعراج، فيقول محمد علي البار أن المسجد الأقصى ظل قرابة الألف عام مندثر، منذ عهد إبراهيم عليه السلام إلى عهد داوود وسليمان، ثم اشترى داوود أرضًا من رجل يبوسي ليبني عليه المسجد وكان الله سبحانه وتعالى قد أعلم داوود بموقع المسجد الأقصى، لذا اشترى الأرض وبنى عليها المسجد.

قصة بناء "بيت الرب" في التوراة

عند اليهود، تروي توراتهم ما فعله داوود من بناء للمسجد باعتباره "بيت الرب"، في سفر صموئيل الثاني فتقول: " وكان لما سكن الملك في بيته وأراحه الرب من كل الجهات من جميع أعدائه. أن الملك قال لناثان النبي انظر أنى ساكن في بيت من أرز وتابوت الله ساكن داخل الشقق. فقال ناثان للملك اذهب افعل كل ما بقلبك لان الرب معك، وفي تلك الليلة كان كلام الرب إلى ناثان قائلا اذهب وقل لعبدي داود هكذا قال الرب اانت تبني لي بيتا لسكناي. لاني لم اسكن في بيت منذ يوم أصعدت بني إسرائيل من مصر إلى هذا اليوم بل كنت أسير في خيمة وفي مسكن، في كل ما سرت مع جميع بني إسرائيل هل تكلمت بكلمة إلى أحد قضاة إسرائيل الذين أمرتهم أن يرعوا شعبي إسرائيل قائلا لماذا لم تبنوا لي بيتا من الأرز".

وعلى الرغم من أن هذه النصوص توحي بأن داوود عند اليهود قد بنى المسجد الأقصى، أو "الهيكل" أو "هيكل سليمان" كما أسمونه فيما بعد، إلا أنه كما جاء في نصوصهم لم يبن المسجد، بل دعا سليمان وأوصاه ببناء بيت للرب في سفر أخبار الأيام الأول: "إن كان في نفسي أن أبني بيتًا للرب، إلهي، غير أن كلام الرب صار إلي قائلًا: إنك قد سفكت دمًا كثيرًا على الأرض أمامي، وإنه سيولد لك ابن...فهو يبني بيتًا لاسمي".

ويذكر البار في كتابه أن أسفار التوراة المحرفة قد وصفت داوود عليه السلام بكل نقيصة، فمثلًا ذكرت أنه حين تقدم لخطبة ميكال بنت شاول "طالوت" الملك، أشترط عليه أن يكون المهر مائة من مذاكير الفلسطينيين، وتسائل البار قائلًا: "والسؤال ماذا تفعل ميكال بمائتي عضو تناسلي كما ورد في سفر صموئيل الأول الإصحاح 18؟"، وتصور نصوص التوراة داوود عليه السلام بابشع صورة، يرتكب الجرائم في حق الفلسطينيين، ويغتال من يجد منهم، فهي لا تقدره باعتباره نبي، بل تروي عنه باعتباره ملكًا، ارتكب بشاعات في حق شعبه ترقى للإبادة الجماعية في حق أهل فلسطين... يتبع

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان