"نفد رصيده من الستر".. أمين الفتوى: حالتان لا يستر فيهما الله على العبد
كتبت – آمال سامي:
"نفد رصيده من الستر".. يتكرر هذا التعبير على لسان الكثيرين، فمن نعم الله على الإنسان ان يستره، فقد يعصي ويذنب ويستره الله ولا ينفضح أمره، لكن متى يهتك هذا الستر؟ يجيب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عبر لقائه ببرنامج "من القلب للقلب" موضحًا حالتين ينفد فيهما رصيد ستر العبد وهما أمن جنب الله وتكرار المعصية، والمجاهرة بالذنب.
فيروي ممدوح أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد أوتي له بسارق، فقال السارق: والله هذه أول مرة، فقال عمر: كذبت فإن الله لا يهتك ستر عبده من أول معصية، "دا قانون رباني عرفه سيدنا عمر بالتتبع مفيهوش آية ولا حديث"، ويقول ممدوح أن الإنسان يعصى ويستره الله سبحانه وتعالى، ولكنه يزداد توغلًا في المعصية ويبرد قلبه تجاهها، فيأمن جانب الله سبحانه وتعالى ويبارزه بالمعاصي وقد يجاهر بالمعصية، ففي هذه الحالة التي يستمريء فيها المرء الستر بدون شكر الله وبدون ان يكون قلبه مستشعر ستر الله عليه ويظل يكرر المعصية تلو المعصية، يكون على خطر أن يستنفذ رصيده من الستر.
وذكر ممدوح قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه"، ويقول ممدوح أنه إذا ابتلي الإنسان فيجب ان يستر على نفسه ولا يتفاخر بالذنب او يجاهر به، فالجهر بالذنب يحدث إلفًا له في قلوب من يسمعونه فلا يحدث له النفور الكامل والتام، فهو نوع من أنواع اشاعة الفاحشة في المجتمع، وقال عنه تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ".
فيديو قد يعجبك: