إعلان

الدعاء مخ العبادة.. 8 آداب وأسرار للدعاء يوضحها علي جمعة

01:23 ص السبت 03 يوليو 2021

الدكتور علي جمعة

كـتب- علي شبل:

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الدعاء من أفضل العبادات، بل يتساوى مع العبادة في أهميتها وثوابها، ويقول جمعة: كثيرٌ منا قد نسي الدعاء، والدعاء يقول فيه رسول الله ﷺ: "الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ " ثُمَّ قَرَأَ : { وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [سنن الترمذى] ، فسوّى بين الدعاء وبين العبادة.
وفي الرواية (الدعاء مخ العبادة) أي أعلى ما فيه ؛ لأن فيه اعتراف من الإنسان بعبوديته لله سبحانه وتعالى.

وأضاف جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: إذن الدعاء أمرٌ مهم، لكن رأينا كثيرًا من الناس كأنه لم يعلم أنه العبادة أو مخ العبادة؛ فترك كثيرًا من الدعاء، الدعاء في ذاته عبادة استجاب الله أو لم يستجب.
وكشف فضيلة المفتي السابق أن للدعاء أسرارًا منها :

السر الأول : الوضوء . فالوضوء أمر يعرفه المسلمون ولا يفعله أحدٌ غيرهم إطلاقا ، المسلمون هم الوحيدون الذين يتوضئون على وجه الأرض ، كل الناس تعلم أن المسلمين يتوضئون لكنهم لا يربطون هذا بالدعاء ،لا تستقلوا بهذه المعلومة لأنها معلومة مهمة للغاية.

السر الثاني : الصلاة . لأن إذا قدمت عملا صالحا قبل الدعاء يكون أقرب للإستجابة ، ولذلك هناك في السنة ما يسمى بصلاة الحاجة ، عملٌ صالح تقدمه بين يدي نجواك ، والصدقة عمل صالح ، فالدعاء عمل صالح لأنه هو العبادة فقدم قبله بشئ فيه عبادة.

السر الثالث : البدء بذكر الله والثناء عليه. فليس كل أحد جاهز في كل حال أن يتوضأ وأن يصلي ؛ولذلك نصح العلماء بأن يكون من آداب وأسرار الدعاء البدء بذكر الله والثناء عليه ، فتقول : "الحمد لله رب العالمين ،لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ،إنا لله وإنا إليه راجعون ، أنت حسبنا ونعم الوكيل ، يا ربنا يا قوي يا عزيز يا ملك يا قدوس " ثم تدعو.

السر الرابع : الصلاة على النبي ﷺ ؛ لأن الصلاة على النبي ﷺ هى امتثال للأمر الإلهي: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} فإذا بدأت بالصلاة على النبي ﷺ وهى مقبولة لتعلقها بالجناب الأجل ﷺ وأنهيت الدعاء بالصلاة على النبي ﷺ، فقد قبل الله البداية وقبل الله النهاية ،والله تعالى من أكرم أن يقبل البداية والنهاية ولا يقبل ما بينهما .
الله تعالى يستجيب الدعاء بين عملين مقبولين ، ولذلك يستجيب الله سبحانه وتعالى الدعاء عند الآذان ؛لأن ترداد الآذان عمل صالح ولأن بعد ذلك ستكون هناك صلاة وبداية الصلاة الإقامة ؛بين العملين الصالحين سيتقبل الله إذا كان تقبل ذكرك الذي أجبت به الآذان وتقبل منك الصلاة أو الإقامة بأنه يتقبل ما بينهما.

السر الخامس : استقبال القبلة . وهل يعرف أحدٌ غير المسلمين هذه القبلة وأنها محل نظر الله سبحانه وتعالى ، وأنه "يا عمر ها هنا تسكب العبارات" ، هل يعلم غير المسلمين أن باب الكعبة سمى بالملتزم لأنه يلتزم فيه استجابة الدعاء.

السر السادس من آداب وأسرار الدعاء : لبس البياض . كان رسول الله ﷺ يحب لبس البياض ، ولبس البياض هذا ما علاقته باستجابة الدعاء ؟ هل هو يؤثر في النفس البشرية بالصفاء ؟ جائز . هل هو يجعل القلب أكثر استحضارا، واستحضار القلب هو نوع من أنواع الضراعة ؟ جائز .
الذي رأيناه مع رسول الله ﷺ أنه كان يحب البياض ، وكان يحب البياض وهو في حالة روحية عالية وشفافية تامة؛ ولذلك إذا ما قلدناه في هذا الأمر وجدنا أنفسنا في راحة، ومن هنا تجد كثيرا جدا من الحجاج بل أغلب الحجاج يلبسون الإزار ويلبسون الرداء بيضاء ،في حين أن الفقه يقول يجوز أي لون ، ولكن المسألة هنا ليست الجواز إنما هى الأفضل ، يجوز أن أدعو وأنا لست متوضأ، يجوز أن ادعو ابتداء من غير صلاة ، يجوز أن أدعو من غير ذكر ومن غير صلاة على النبي المصطفي ﷺ ، الجواز شئ وأسرار الاستجابة شئ أخر ، فإذا أراد الإنسان أن يتم صنعته وأن يكون مطلعا على سر صنعته ؛فهذا هو سر الصنعة.

السر السابع : طهارة الفم . وطهارة الفم هذه ارشدنا فيها رسول الله ﷺ بالسواك لإزالة الرائحة الكريهة ،فهذا فمٌ يطيب من أجل أن يخاطب مولاه.

السر الثامن : أكل الحلال . قال سيدنا ﷺ :«رُبّ أشعث أغبر يمُد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام، وملبسه حرام ، ومشربه حرام، وغُذّي بالحرام أنى يستجاب لذلك»، وقال: «أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء» طيب المطعم في أمرين : الأمر الأول : الابتعاد عن الحرام . فلا نأكل الميته ولا نأكل الخنزير ، ولا نشرب الخمر.
الأمر الثاني : نحصن الرزق من حلال . الرشوة ،والسرقة، ومنع الميراث من أهله (كمن يمنع أخواته من الميراث) ،..
فماذا يصنع من وقع في أكل الحرام حتى لو كان ماله حلال ، أو ماله حرام حتى لو أكل حلالا ،ماذا يصنع ؟ يتوب إلى الله ، التوبة يشترط فيها أن يعزم ألا يعود لمثلها ابدا ،حتى لو عاد وأخطأ «كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون» يعزم ويعاهد الله سبحانه وتعالى أنه سيحاول محاولة جادة للإقلاع عن هذه القازورات وهذا الحرام.

ويطرح عضو هيئة كبار العلماء السؤال: ما علاقة الطعام والهضم والغذاء وأن هذا يشيع في الجسد ويكون الخلايا باستجابة الدعاء؟ ليؤكد جمعة: سنعلم هذه العلاقات الخفية التي هى نوع من أنواع الغيب سنعلمها يوم القيامة ، ولكن العلوم التجريبية الآن لا تجيب عن مثل هذه الأشياء ؛ لكن النبوة ترشدنا إلى أنك إذا أردت أن تجرب؛ فجرب مع الله سبحانه وتعالى في تجربتك طيب المطعم وانظر ماذا سيكون في شأن استجابة الدعاء ، ستجد أن الله سبحانه وتعالى استجاب الدعاء .
كثير من العباد عندهم الاهتمام بتقليل الطعام حتى نصل بهذه القلة إلى طيب المطعم، فهو لا يأكل إلا من حلال حتى يستجاب دعاءه ويكون من المجابين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان