لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قصة بداية التقويم الهجري.. العرب أطلقوا الأسماء على الشهور العربية قبل ظهور الإسلام بحوالي 200 عام

05:52 م الأحد 08 أغسطس 2021

الشهور القمرية

كتبت – آمال سامي:

"إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم".. حديث متفق عليه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرنا بالتقويم الذي يعتمد عليه المسلمون حتى قبل بداية الحساب بالهجرة ، إذ كان العرب يتبعون قبل الإسلام التقويم القمري، أي يعتمدون على قياس دوران القمر حول الأرض لا دوران الأرض حول الشمس مثلما يفعل التقويم الميلادي، فقبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وتحديدًا في عام 412م، أجتمع سادة عرب مكة للتوافق على التقويم القمري لاختلاف القبائل في تحديد الشهور العربية مما أحدث فوضى في موسم الحج والتجارة كذلك، فاتفق العرب في هذا الاجتماع على عدد الأشهر القمرية وأسمائها، وكذلك الأشهر الحُرم.

وذكر ابن كثير في تفسيره قصة تسمية العرب للشهور والتي كانت قبل الإسلام، فذكر من بينها أن شهر "المحرم" وهو أول الشهور القمرية سمي بذلك لكونه محرمًا تأكيدًا لتحريمه، "لأن العرب كانت تنقلب فتحله عامًا وتحرمه عامًا"، وصفر سمي بذلك لخلو بيوتهم منهم حين يخرجون للقتال والأصفار، وهكذا، فحتى شهر رمضان، اسماه العرب قبل الإسلام، ويذكر ابن كثير أنه سمي "رمضان" من شدة الرمضاء وهو الحر، وكذلك ذو الحجة، فسمي ذو الحجة لإقامة العرب الحج فيه.

جاء الإسلام ليعدل في بعض ما فعله العرب بأشهرهم الحرم، فيقول تعالى: " إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ"، يقول ابن كثير في تفسيره أن العرب كانوا قد أحدثوا قبل الإسلام بمدة تحليل المحرم وتأخيره إلى صفر ، فيحلون الشهر الحرام ، ويحرمون الشهر الحلال ، ليواطئوا عدة الأشهر الأربعة.

في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أقر التقويم الهجري بالشكل الذي نعرفه الآن، إذ طلب منه أمير البصرة، أبو موسى الاشعري، أن يحدد السنة، ويؤرخ تأريخًا للمسلمين، فجمع الصحابة حتى يتناقشوا بأي حدث تبدأ السنة الإسلامية، فقالوا نأخذ بتاريخ مولده، وقالوا تاريخ وفاته صلى الله عليه وسلم، وقالوا تاريخ هجرته، وكان هو رأي الأغلب، وتم اقرار هذا الرأي باعتبار أن السنة التي هاجر فيها الرسول هي بداية التقويم الإسلامي الناشيء، التقويم الهجري، وهي توافق عام 622م.

ويلتبس على البعض الاحتفال ببداية السنة الهجرية وبين توقيت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ يظن البعض أن الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة قد وقعت في شهر المحرم، إلا أن الحقيقة غير ذلك، حيث وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة في شهر ربيع الأول، لكن، وحسبما ذكرت دار الإفتاء المصرية، "جُعِل شهر المحرم بداية العام الهجري لأنه كان بداية العزم على الهجرة"؛ وذكرت الدار ما أورده الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": "وَإِنَّمَا أَخَّرُوهُ -أي التأريخ بالهجرة- مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ إِلَى الْمُحَرَّمِ لِأَنَّ ابْتِدَاءَ الْعَزْمِ عَلَى الْهِجْرَةِ كَانَ فِي الْمُحَرَّمِ؛ إِذِ الْبَيْعَةُ وَقَعَتْ فِي أَثْنَاءِ ذِي الْحِجَّةِ وَهِيَ مُقَدِّمَةُ الْهِجْرَةِ، فَكَانَ أَوَّلُ هِلَالٍ اسْتَهَلَّ بَعْدَ الْبَيْعَةِ وَالْعَزْمِ عَلَى الْهِجْرَةِ هِلَالُ الْمُحَرَّمِ، فَنَاسَبَ أَنْ يُجْعَلَ مُبْتَدَأً. وَهَذَا أَقْوَى مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ مُنَاسَبَةِ الِابْتِدَاءِ بِالْمُحَرَّمِ".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان