لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أبواليزيد سلامة: 3 امور يُستحب عملها في بداية العام الهجري الجديد.. وهكذا كان يستقبله النبي (حوار)

12:52 ص الإثنين 09 أغسطس 2021

الدكتور أبو اليزيد سلامة

حوار- محمد قادوس

بعد مغرب أمس الأحد، بدأت أولى ليالي شهر الله المحرم معلنة بدء عام هجري جديد 1443، وذلك بعد إعلان دار الإفتاء المصرية أن اليوم الاثنين الموافق ٩ من أغسطس هو بداية شهر الله المحرم وأول أيام العام الهجرى الجديد، وذلك بعد تمكن اللجان الشرعية التابعة لها فى كافة محافظات الجمهورية من رؤية هلال الشهر الفضيل.

وفي حوار خاص لمصراوي، يقول الدكتور أبو اليزيد سلامة الباحث الشرعي بمشيخه الازهر الشريف، إنه يستحب للإنسان أن يبدأ عامه الهجري الجديد بثلاثة أمور مهمة جدًا :
الأمر الأول: أن يتقرب المسلم إلى الله عز وجل بما يستطيع من أعمال البر والخير والطاعة، وأن يبتعد عن كل ما يغضب الله تعالى، فرسول الله ﷺ كان يحرص في شهر المحرم والذي هو بداية العام على الإكثار من الصيام وينبه على ذلك.

ففي صحيح الإمام مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه يَرْفَعُهُ قَالَ سُئِلَ أَىُّ الصَّلاَةِ أَفْضَلُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ وَأَىُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ "أَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ الصَّلاَةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ" [صحيح مسلم: 2813].

كما نبه النبي ﷺ على أن هذا الشهر هو الذي تاب الله فيه على فئة من الناس فنرجو أن تشملنا رحمة الله ويتوب علينا جميعًا في هذا الشهر، كما أخرج الترمذي عن علي قَالَ سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ أَىُّ شَهْرٍ تَأْمُرُنِى أَنْ أَصُومَ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ لَهُ مَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَسْأَلُ عَنْ هَذَا إِلاَّ رَجُلاً سَمِعْتُهُ يَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا قَاعِدٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَىُّ شَهْرٍ تَأْمُرُنِى أَنْ أَصُومَ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ: "إِنْ كُنْتَ صَائِمًا بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ فَصُمِ الْمُحَرَّمَ، فَإِنَّهُ شَهْرُ اللَّهِ فِيهِ يَوْمٌ تَابَ اللَّهُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ وَيَتُوبُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ آخَرِينَ" قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ" [الترمذي: 746].

الأمر الثاني: أن نبدأ العام بالتفاؤل والاستبشار بأن الله سبحانه وتعالى سيغير الأحوال إلى الأفضل في العام الجديد، ويرفع عن الأمة الوباء والبلاء وينصر بلادنا، ويمدها بمدد من عنده سبحانه وتعالى فالنبي صلى الله عليه وسلم كان متفائلًا في كل أحواله، يستشرف المستقبل بروح الأمل والطموح، وكان يكره التشاؤم ويحذر منه، ففي صحيح الإمام البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لاَ طِيَرَةَ وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ قَالَ الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ" [صحيح البخاري: 5813].

يقول الشاعر الحكيم
والذي نفسه بغير جمال ................. لا يرى في الوجود شيئًا جميلًا
هو عبءٌ على الحياة ثقيل ................... من يظنُّ الحياة عبئًا ثقيلًا
أيها الشاكي! وما بك داء ............... كن جميلًا ترى الوجود جميلا
ويكفيك أن تستشعر أن هذا الشهر الذي يبدأ به العام فيه حدث عظيم ونصر مبين، أظهر الله فيه الحق على الباطل؛ حيث نجى سيدنا موسى ﷺ وأغرق فرعون وأتباعه، فعله يكون باب خير وبداية بركة على أمتنا بإذن الله تعالى، فعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قدم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟" فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه، فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم" فصامه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وأمر بصيامه"، متفق عليه، ولأحمد عن أبي هريرة نحوه وزاد فيه: " وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكرا ً".

الأمر الثالث: أن يعقد المسلم لنفسه حسابًا ختاميًا للعام الماضي ماذا أنجز في علاقته بربه وعبادته لله سبحانه وتعالى وعلاقته بالناس وفي مشروعاته العلمية التي خطط لها في العام الماضي وهل نجح أم يحتاج إلى مزيد من الاجتهاد؟ قال عمر بْنِ الْخَطَّابِ: "حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِى الدُّنْيَا".


* كيف كان النبي ﷺ يستقبل العام الهجري؟ ولماذا تم اختيار شهر المحرم ليكون بداية العام؟

الحقيقة التي لا يعرفها كثير من المسلمين أن فكرة بداية العام ونهايته لم تكن معروفة إلا في عهد سيدنا عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- لأن العرب قبل الإسلام كانوا يعتمدون على شهور السنة القمرية، إلا أنهم لم يعتمدوا تقويماً خاصاً بهم يؤرخون به أحداثهم وتاريخهم، وإنما اعتمدوا في تأريخهم على بعض الأحداث التاريخية المعروفة عندهم، فعن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: (جمع عمر الناس فسألهم: مِنْ أي يوم يُكتبُ التاريخ؟ فقال علي بن أبي طالب: منْ يوم هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وترك أرض الشرك، ففعله عمر رضي الله عنه).

ولم يكن المحرم هو أول العام إلا في هذه الفترة بناء على إجماع الصحابة –رضوان الله عليهم-
قال ابن حجر في فتح الباري: "وذكروا في سبب عمل عمر التاريخ أشياء: منها ما أخرجه أبو نعيم في تاريخه ومن طريقه الحاكم من طريق الشعبي: "أن أبا موسى كتب إلى عمر: إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر الناس، فقال بعضهم: أرِّخ بالمبعث، وبعضهم: أرِّخ بالهجرة، فقال عمر: الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرِّخوا بها، وذلك سنة سبع عشرة. فلما اتفقوا قال بعضهم: ابدءوا برمضان، فقال عمر: بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم، فاتفقوا عليه".

- هل من دعاء نفتتح به هذا العام؟

الحقيقة أنه لم يصلنا دعاء معين عن النبي ﷺ في افتتاح العام الهجري لكن لا مانع أن يستثمر المسلم بداية العام بالدعوات الصالحات التي تعبر عن ثقته في الله وبركته وأذكر على سبيل المثال دعوات طيبات من السنة النبوية المباركة نستطيع أن نفتتح بها العام أو بغيرها وتستمر معنا هذه الدعوات في كل الأوقات.

- الدعاء الأول نصحنا النبي ﷺ أن نكتنزه ونحافظ عليه ونتسابق على قوله إذا رأينا الناس يتسابقون الكنوز الغالية، قال شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذَا كَنَزَ النَّاسُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ فَاكْنِزُوا هَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ في الأَمْرِ وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ وَأَسْأَلُكَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا صَادِقًا وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ" [مسند أحمد: 17389]
- ومن الجميل أن تطلب من الله افتتاح العام بالحسنات فالخير فضل ومنٌّ من الله تعالى ففي سنن أبي داود عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ أَحْمَدُ الْقُرَشِىُّ قَالَ ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عِنْدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَحْسَنُهَا الْفَأْلُ، وَلَا تَرُدُّ مُسْلِمًا فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ لَا يَأْتِى بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ" [سنن أبي داود: 3921].

- كما يحسن أن تفوض الأمر لله وتعلن له أن الأمر بيده وحده لا شريك لك وأننا نفوض أمورنا إليه وحده، في صحيح البخاري قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَقَوْلُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِى مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَوْ لاَ إِلَهَ غَيْرُكَ [صحيح البخاري: 1128].

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان