صحابي اهتز له عرش الرحمن.. من هو؟
كتب- علي شبل:
صحابي من صحابة النبي- صلى الله عليه وسلم- اهتز له عرش الرحمن هو سعد بن معاذ- رضي الله عنه- زعيم الأوس، إحدى قبائل الأنصار في المدينة.
روى الإمام مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ـ وجنازة سعد بن معاذ بين أيديهم ـ "اهتز لها عرش الرحمن"، وجاء مثله من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه.
وقال الإمام النووي في شرح الحديث: اختلف العلماء في تأويله، فقالت طائفة هو على ظاهره، واهتزاز العرش تحركه فرحًا بقدوم روح سعد، وجعل الله في العرش تمييزًا حصل به هذا، ولا مانع منه، كما قال تعالى ـ عن الحجارة ـ (وإنَّ منها لما يهبط من خشية الله) (سورة البقرة: 74) وهذا القول هو ظاهر الحديث وهو المختار.
وقال المازري: قال بعضهم هو على حقيقته وأن العرش تحرك لموته، قال: وهذا لا يُنكر من جهة العقل؛ لأن العرش جسم من الأجسام يقبل الحركة والسكون. قال: لكن لا تحصل فضيلة سعد بذلك، إلا أن يقال: إن الله تعالى جعل حركته علامة للملائكة على موته. وقال آخرون: المراد اهتزاز أهل العرش وهم حملته وغيرهم من الملائكة، فحذف المضاف ـ وهو أهل ـ والمراد بالاهتزاز الاستبشار والقبول. ومنه قول العرب: فلان يهتز للمكارم، لا يريدون اضطراب جسمه وحركته، وإنما يريدون ارتياحه إليها وإقباله عليها. وقال الحربي: هو كناية عن تعظيم شأن وفاته، والعرب تنسب الشيء المعظم إلى أعظم الأشياء فيقولون: أظلمت لموت فلان الأرض، وقامت له القيامة.
فيديو قد يعجبك: