كيف تعرف صدق الناس وأمانتهم؟ عمر بن الخطاب يقدم نصيحة ثمينة للمسلم
كتبت – آمال سامي:
يروي ابن قتيبة في عيون الأخبار قصة رجل جاء لعمر بن الخطاب رضي الله عنه يشهد فزكاه له رجل آخر مؤكدًا على صحة كلامه واثقًا من صدقه، إذ قال الرجل لعمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-: إنّ فلانًا رجل صدق، قال: سافرت معه؟ قال لا، قال: فكانت بينك وبينه خصومة؟ قال لا، قال: فهل ائتمنته على شيء؟ قال لا، قال: فأنت الذي لا علم لك به، أراك رأيته يرفع رأسه ويخفضه في المسجد...وقد وردت هذه الرواية في عدة مواضع منها ما رواه الترمذي في "أدب النفس".
ويحذرنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أدب التعامل مع الآخرين، والحكم بمعرفتهم، بأنه لا يكفي أن نراهم يصلون ويصومون ويقومون حتى نجزم أنهم صادقين أو على خير، فعلى الرغم من الاعتقاد بأن الرجل الصادق البار يظهر على وجهه نور صدقه، كما يقول ابن تيمية، وكذلك يظهر قبح أهل الفجور على وجوههم، إلا أنه أحيانا يختلط على الناس ذلك.
ففي تعليقه على حادثة عمر السابقة يقول ابن تيمية، أن المنافق قد يظهر الصلاة فمن لم يخبره لا يعرف باطن أمره، فما في القلوب من قصد قد يظهر على الوجه حتى يعلم ذلك علمًا ضروريًا، فيقول أن الإنسان يرافق في سفره من لم يره قط إلا في تلك الساعة، فلا يلبث إلا أن يعرف هل هو مأمون فيطمئن له أو لا، وكذلك الجار يعرف جاره، والمعامل يعرف معامله، وينقل ابن تيمية رواية أخرى لذات الحديث قائلًا: وَلِهَذَا لَمَّا شَهِدَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَجُلٌ، فَزَكَّاهُ آخَرُ، قَالَ: هَلْ أَنْتَ جَارُهُ الْأَدْنَى تَعْرِفُ مَسَاءَهُ وَصَبَاحَهُ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: هَلْ عَامَلْتَهُ فِي الدِّرْهَمِ وَالدِّينَارِ الَّذِينَ تُمْتَحَنُ بِهِمَا أَمَانَاتُ النَّاسِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: هَلْ رَافَقْتَهُ فِي السَّفَرِ الَّذِي يَنْكَشِفُ فِيهِ أَخْلَاقُ النَّاسِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَلَسْتَ تعرفه، وروي أنه قال: لعلك رأيته يركع ركعات في المسجد
فيديو قد يعجبك: