هل يجوز أن يقال إن النبي ميت؟.. أستاذ بالأزهر يجيب
كـتب- علي شبل:
بعد جدل أثير مؤخرا حول جواز قول البعض إن النبي صلى الله عليه وسلم مات، تعرض له شيوخ وعلماء، وانتقل إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين عدم جواز قول إن "النبي مات" صلى الله عليه وسلم، وبين من يراها وصاية مفروضة على الناس، وبين من يراها جائزة شرعًا، ولكنها ليست من الأدب في مخاطبة الجناب النبوي.
تعرض لتلك المسألة الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف، حيث رد على سؤال تلقاه يقول صاحبه: "هل يحرم قول: إن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مات، وهل ذلك من سوء الأدب في الحديث عن الجناب النبوي، مع أن القرآن ذكر اللفظ، وجاء في حديث أبي بكر رضي الله عنه في وقت وفاة سيدنا محمد؟
وما رد فضيلتكم على قول: إن النبي صلى الله عليه وسلم من الشهداء، وهو ما لم يذكره القرآن؟".
وفي رده، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، قال العشماوي إنه لا شك في أن الموت حق على كل مخلوق، وأن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم يشملهم الموت، الذي هو انتقال من دار إلى دار، وليس عدما محضا، ولكن تبقى للأنبياء خاصية، وهي عدم فناء أجسادهم، وأنها لا يأكلها التراب!
وأضاف أستاذ الحديث بجامعة الأزهر أن القرآن والسنة نطقا بموت النبي صلى الله عليه وسلم، واستُعمل نفس اللفظ على ألسنة الصحابة والتابعين، كما نطقت السنة المشرفة بما يفيد [حياة الأنبياء في قبورهم]، وصنف الإمام المحدث الفقيه أبو بكر البيهقي؛ كتابا يحمل هذا العنوان!
فحصل بهذا التعارض، فنظرنا فيه، فوجدنا أن الأنبياء قد ماتوا، ودفنوا في قبورهم، ثم نظرنا فوجدنا أن موت الأنبياء ليس كموت سائر البشر؛ لأنهم أحياء، يصلُّون في قبورهم، ولا تأكل الأرض أجسادهم، خلافا لسائر البشر!
وعليه- يقول العشماوي؛ فإن إطلاق الموت في حق سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ إن كان في معرض الموعظة والنصيحة والمواساة - كما جرى على لسان سيدنا أبي بكر - فلا بأس به، وإن كان في معرض التهوين والتقليل من شأنه صلى الله عليه وسلم - كما هو شأن القساة الجفاة، يرومون به نفي التوسل والانتفاع به صلى الله عليه وسلم بعد موته - فلا شك في أنه سوء أدب، يجب المنع منه، وينبغي زجر قائله وتعزيره، وقد يفضي به الحال إلى نفاق الاعتقاد، وقد يُسلب إيمانه عند الموت، نعوذ بالله من الخِذلان!
وشدد على أنه يجب التزام الأدب في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وانتقاء الألفاظ المناسبة لعلو مقامه وعظيم منزلته، استجابة لأوامر القرآن ونواهيه؛ فإنه أمرنا بتعزيره وتوقيره، ونهانا عن أن يكون دعاؤنا له كدعاء بعضنا بعضا، فوضع لنا الأصل الذي يُقاس عليه ما سواه من أنواع المعاملات والمخاطبات والكتابات والأحاديث وسائر أنواع الكلام!
وأهل الذوق والأدب العالي؛ يتحاشون وصفه صلى الله عليه وسلم بالموت، بل يقولون: انتقل إلى الرفيق الأعلى، أو اختاره الله إلى جواره، ونحو هذا من عبارات الذوق والأدب!
ولفت العشماوي إلى أن الإمام مالك كره أن يقول الرجل: "زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم"، بل يقول: "زرت النبي صلى الله عليه وسلم"، تحاشيا للفظ القبر الدال على الموت، وهو أحد الوجوه التي حمل أصحاب الإمام مالك عليها عبارته!
وأما وصفه صلى الله عليه وسلم بالشهادة؛ فيؤكد العشماوي أنه صحيح، وقد أثبته له بعض العلماء؛ لأنه صلى الله عليه وسلم مات من أثر الشاة المسمومة، كما صرح به في حديثه، فحصل له بهذا نوع شهادة؛ لتتم له جميع أنواع الكمالات والفضائل، وبالله التوفيق.
وكان سؤال: هل يجوز قول النبي مات؟.. فجر جدلا فقهيا بين الشيوخ والعلماء، وانتقل إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين عدم جواز قول إن "النبي مات" صلى الله عليه وسلم، وبين من يراها وصاية مفروضة على الناس، وبين من يراها جائزة شرعًا، ولكنها ليست من الأدب في مخاطبة الجناب النبوي.
اقرأ أيضًا:
"سمعوهم قرآن وأغاني".. نصيحة علي جمعة للأسر التي تعيش في الخارج
فيديو قد يعجبك: