ماذا حدث في غزوة ذات الرقاع لتشرع صلاة الخوف؟
بقلم – هاني ضوَّه :
في السنة الرابعة للهجرة وتحديدًا يوم العاشر من محرم، خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه سبعمائة مقاتل في غزوة دفاعية لمواجهة بعض قبائل نجد، وهم: بنو محارب، وبنو ثعلبة من بني غطفان، وكانوا قد غدروا بأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقتلوا سبعين من الدعاة الذين أرسلهم النبي للدعوة إلى دين الإسلام وتعليم الناس الخير.
وخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بجيشه من المدينة المنورة، وقد لاقوا منذ البداية صعوبات كثيرة كان أولها نقص الرواحل، لدرجة أن الراحلة الواحدة كان يتوالى الركوب عليها ستة أو سبعة من الرجال، فضلًا عن وعورة الطريق وكثرة الصخور فيه حتى أن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم كانوا يلفون الخرق على أرجلهم بعد أن تقطعت وتكسرت أظافرهم بسبب الصخور، ولهذا سميت هذه الغزوة بغزوة "ذات الرقاع".
وبعد أن تهيأ الأعراب لقتال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه لما علموا بخروجه، وعندما وصلوا إلى منطقة يقال لها "نخل" قذف الله الرعب في قلوب قبائل المشركين فهربوا تاركين وراءهم نساءهم، فلم تقع حرب وقتال وكفى الله نبيه ومن معه من الصحابة شرّ هذه الجموع الكافرة.
وفي هذه الغزوة شرع الله سبحانه وتعالى لرسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله "صلاة الخوف"، بعدما خشى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يعود هؤلاء الأعراب الفارين لقتالهم من جديد، فنزل قوله تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا}.
وصلى المسلمون الصلاة بهذه الطريقة حتى أمنوا، وبعدها قرر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الرجوع إلى المدينة بعد أن حصل له مقصوده من الغزو وهو إظهار قوة المسلمين وبأسهم.
فيديو قد يعجبك: