يا من خُلق مبرَّأ من كل عيب.. صلُّوا عليه وسلّموا
كتبت – سارة عبد الخالق :
صلوات الله عليك يا إمام المتقين.. يا خاتم الأنبياء والمرسلين .. أيام قليلة ونسعد بيوم يوافق مولد المصطفى أشرف خلق الله.
شرفت الأمة الإسلامية والبشرية أجمع بيوم مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين في الثاني عشر من ربيع الأول (عام الفيل).
يوم مولده هو يوم عظيم.. يوم جاء فيه الهدى والنور والرحمة المهداة للعالمين.. صلوات الله عليك يا حبيبي يا رسول الله.
يقول الله تعالى في سورة الأحزاب (آية: 56): {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} .
ومع مولد نبي الرحمة.. وجب علينا التذكير عن فضل الصلاة عليه، فصلاتنا تصل إليه صلى الله عليه وسلم، ورغم ذلك ننسى ولا نتذكر!
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولاتجعلوا قبري عيدا، وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم).. صحيح أبي داوود.
جاء في تفسير هذا الحديث الشريف نقلا عن موسوعة الدرر السنية: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على أمته، يعلمهم الخير، ويأمرهم بما ينفعهم؛ ومن هذا أنه- صلى الله عليه وسلم- أمرهم أن يجعلوا نصيبًا من صلاتهم وعبادتهم في بيوتهم، والصلاة عليه، وغير ذلك من العبادات المهِمة التي نبهم لفعلها.
وفي هذا الحديث: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تجعلوا بيوتكم قبورًا)، أي: لا تتركوا الصلاة وغيرها من العبادات في البيوت؛ فتكون كأن أهلها أموات، ولكن اجعلوا نصيبًا من صلاتكم في البيت.
وقيل: إنه يعني النهي عن الدفن في البيوت، ودفن النبي صلى الله عليه وسلم في بيته أمر خاص به مستثنى من النهي، (ولا تجعلوا قبري عيدا): أي: تتكلفوا المعاودة إلى زيارة القبر، وكأنه مناسبة عيد تتكرر فيذهب إليه. ثم أمرهم بما ينوب ويغني عن ذلك، فأمرهم بالصلاة عليه (وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)، أي: إن صلاة المسلم على النبي صلى الله عليه وسلم تصله؛ فمن صلى عليه كأنه جاء إليه فصلى وسلم عليه، فلا حاجة لاتخاذ القبر عيدا.
وفي الحديث عدة أمور هامة:
- أولها: الحث على إقامة جزء من العبادة في البيت.
- ثانيها: النهي عن اتخاذ قبر النبي- صلى الله عليه وسلم- عيدا.
- ثالثها: الحث على الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم.
- رابعها: بيان لكرامة النبي- صلى الله عليه وسلم- على ربه.
وآخرها: حرص النبي- صلى الله عليه وسلم- على إبعاد أمته عن الشرك وأسبابه.
وفي النهاية.. لاتنسوا الصلاة على من خُلق مبرأ من كل عيب.. صلوا عليه وسلموا تسليما..
صلوات الله عليك يا رسول الله
معاً لإحياء سنة النبي- صلى الله عليه وسلم.
فيديو قد يعجبك: