فضل التمسك بسنن النبي.. وما يجب على كل مسلم فعله؟!
بقلم – هاني ضوَّه :
سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها من الخير الكثير، فما ترك الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله من خير إلا وأخبرنا به وعلمه لأمته، ولذلك قال الله سبحانه وتعالى: {وَما أتاكُم الرَّسولُ فَخُذوهُ و ما نَهَاكُم عَنْهُ فانتَهوا)، وقالَ عزَ مِن قائِل: {لقد كانَ لكم في رَسولِ اللهِ أُسوةٌ حَسَنَةٌ}.
و قال تعالى في الحديثِ القدسيّ: "ولا يزالُ عبدي يتقربُ إليَّ بالنوافلِ حتى أُحبَّه".
وحثنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على التمسك بسنته واتباعها لما فيها من خيرات وبركات، فقال: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أمراً بعدي أبدا كتاب الله وسنتي".
ولهذا سمُينا أهل السنة لتمسكنا بأداء سنن الرسول صلِّى الله عليه وآله وسلم من أوامر ونواهي وقربات وكذلك التمسك بما جاء به جماعة الصحابة ثم جماعة السلف الصالح ثم جماعة التابعين ثم تابعي التابعين إلى ما أقرة العلماء فى هذا الزمان .. فالمقصود بالجماعة هنا جماعة علماء وفقهاء المسلمين وليس جماعة العوام من الناس.
إن ميزان الآخرة دقيق ومن عمل مثقال ذرةٍ فسوف يجده خيرًا كان أو شرًا، وقد يحتاج ابن آدم في هذا اليوم إلى حسنة واحدة فلا يجدها. والله سبحانه كرمًا منه و رحمة أعطانا بالحسنة عشرة أمثالها ويضاعف بعد ذلك لمن يشاء، فأبواب الأجر مفتوحة أمامنا.
ولقد قال أهل العلم إن أعظم الحسنات يحصل عليها العبد بأداء الفرائض على الوجه الذي أمر الله به، و مصداق ذلك قول الله تعالى في الحديثِ القدسي: (وما تقرب إليَّ عبدي بشئ أحب إليّ مما افترضت عليه".
ولكن لآداء السنن والنوافل شأن كبير عند الله تعالى، وثوابها عظيم وعاقبتها صلاح نفس وخلق وشحذ همة في الدنيا ونعيم وراحة وملذات أخروية في دار المستقر. فالسنن أداؤها مطلوب وإن لم يكن فرضًا فإن موافقة النبي عليه الصلاة والسلام وعلى آله في الأقوال والأعمال والسلوك هي رقي في مراقي الكمال. فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان معلمًا في أفعاله وأقواله، وهو المعظم عند الله تعالى فمن كان هذا حاله كان الإقتداء به محمودًا و مطلوبًا وأكمل للمسلم في كل أحواله.
ولقد رغب النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله في فعل السنن وملازمتها ببيان فضلها وعظم ثوابها. فحثنا على أدائها لما في ذلك من خير وبركات سواء كان ذلك صلاةً أو صياماً، صدقةً أو إحساناً وما أشبه ذلك. فقد قال عليه الصلاةُ والسلام وعلى آله: "ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا و ما فيها".. رواه مسلم. وهما الركعتانِ قبلَ صلاةِ الصبحِ.
وعن أم المؤمنين السيدة عائِشةَ رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كان لا يدع قبل الظهرِ أربعاً".
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "رحم اللهُ امرأً صلى قبلَ العصرِ أربعاً".
وصحَّ أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي بعد المغرب ركعتين وبعد العشاء ركعتين أيضاً. وسنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام وعلى آله صلاة الوتر وحثَّ عليها فقال: "إنَّ الله وترٌ يحب الوتر، فأوتروا يا أهل القرآنِ".
وكذلك أمر بصلاة الضحى ووقتها بعد ارتفاع الشمس قدر رمح إلى الزوال. (آخر وقت صلاة الضحى قبل صلاة الظهر بساعة أو أكثر تقريباً).
وقال أبو هريرةَ رضي الله عنه: "أوصاني خليلي صلى الله عليه وآله وسلم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر و كعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد".
فالسنة النبوية المشرفة خيرها عظيم وثوابها جزيل وإن لم تكن فرضًا إلا أن فاعلها مأجور والإكثار منها أمر محمود، وملازمتها هي موافقة لأفعال الحبيب المحبوب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.
وليس الصلاة والصيام هي السنن فقط فذكر الله كثيرًا سنة، والسواك في أوقات حددها الشرع سنة: (قبل الصلاة وبعد الاستيقاظ من النوم وعند قراءة القرآن، وعند تغير رائحة الفم، وعند إصفرار الأسنان).
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "السواك مطهرةٌ للفم مرضاةٌ للرب".
ولكن هنا تجدر الإشارة إلى أن تارك السنة ليسَ عاصيًا، ولكنه تاركٌ لبابٍ عظيمٍ من أبواب الخير وفيضاً عظيماً من الحسنات، ومبتعدًا عما كان عليه الحبيب سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
فيديو قد يعجبك: