لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

علي جمعة ينشر بعضًا من السيرة العطرة (2): هكذا نشأ النبي ورعى الغنم مثل النبيين من قبله

12:41 ص الأربعاء 06 نوفمبر 2019

الدكتور علي جمعة

(مصراوي):

نشر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، نبذة تعريفية من مولد وسيرة خاتم الأنبياء والمرسلين سدنا محمد ﷺ، موضحا أنه ولد رسول الله ﷺ يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول عام الفيل الموافق 20 إبريل سنة 571 ميلادية، يعني في أواخر القرن السادس الميلادي.

وتابع فضيلة المفتي السابق سرده لبداية نشأة النبي، قائلاً: عاد ﷺ من ديار حليمة - وكان عمره سنتين وبضعة شهور - إلى أمه، التي طال اشتياقها إليه، وحنت عليه آمنة حتى بلغ عندها ست سنين، ثم إن الأرملة الوفية لذكرى زوجها الشاب عبد الله، قد عزمت أن ترحل إليه بالمدينة، فترى قبره، وتُري محمدًا أخواله من بني النجار، فخرجت آمنة في رحلة تبلغ خمسمائة كيلو مترا، تصحب ابنها وخادمتها أم أيمن، ويصحبها عبد المطلب، يحدوهم جميعًا حنينهم إلى قبر عبد الله، ومكثت آمنة بالمدينة شهرًا، ثم عُقِدَ العزم على الرحيل، ولكن تجسد لدى رسول الله ﷺ معنى اليتم جليًا، فقد مرضت أمه في طريق عودتها، حتى قضت نحبها بالأبواء بين مكة والمدينة، وعاد يتيم الأبوين حزينًا مع جده العطوف إلى مكة.

وأضاف جمعة، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: فكان جده يكرمه، ويحبه، ويحنو عليه، بل ويقدمه على أبنائه وتوفي ولرسول الله ﷺ نحو ثمان سنين، وقيل ست، وقيل عشر، ثم كانت أخلاق عمه أبي طالب تدفعه لكفالة ابن أخيه محمد ﷺ رغم ضيق ذات يده، ثم تلزمه أن ينصح له ويؤازره، منذ هذه اللحظة، واستمرت كفالته له.

فلما بلغ ﷺ اثنتي عشرة سنة خرج به عمه إلى الشام، وقيل كانت سنه تسع سنين، وفي هذه الرحلة رآه راهب صالح يدعى بحيرا -واسمه جرجيس- وعلم الراهب من أمر محمد ﷺ ما جهله قومه وأهله، فسأل أبا طالب عنه فقال: ابني. فأجابه: ما ينبغي أن يكون أبوه حيًا، وتعجب أبو طالب من علم بحيرا! فقال له: فإنه ابن أخي مات أبوه وأمه حبلى به. فأجابه بحيرا مقتضبـًا وناصحـًا: صدقت، ارجع به إلى بلدك، واحذر عليه يهود. فأسرع أبو طالب برده مع بعض غلمانه إلى مكة، ويبدو أن بحيرا قد عرفه من خاتم النبوة الذي بظهره -كما جاء في بعض الروايات - ومما كان يقرؤه بكتبه من قرب بعثة نبي بعد عيسى - عليه السلام - ومن أمارات ذلك النبي وعلاماته.

وأوضح فضيلة المفتي السابق أن سيدنا محمد ﷺ ورث عن آبائه المجد والمكانة، وحفظه الله أن تصيبه لوثات الجاهلية، كما طهره من أدرانها، فكان خلقه قبل البعثة مثلاً بين قريش، لكنه ﷺ لم يرث عن آبائه متاعًا أو تجارة فكان على شرف نسبه، وسمو مكانته، يسعى في الأرض، يفتش عن رزقه، ويكدح يومه مجابهًا شظف العيش، وخشونة الحياة، وهو في ذاك يتنقل بين رعي الغنم، والتجارة.

فرعى الغنم مثله في ذلك مثل النبيين من قبله، كان سيدنا محمد ﷺ يرعى الغنم، يمضي نهاره مستظلاً بسماء ربه، ويقضي يومه حر الخطى يتجول بين المراعي، حر البصر يقلبه في أرجاء الكون الواسع حوله، حر الفؤاد يتنقل به بين فكرة وفكرة، ثم هو مع ذلك لا يهيم بعيدًا في الخيال، بل يحفظ يقظته لتحفظ له غنمه الشاردة عن أنياب الذئاب، تعلم ذلك حين رعى الغنم قديمًا في بني سعد، وثابر عليه وهو يرعاها الآن - على قراريط - لأهل مكة........(يتبع)

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان