هل تعلم ما هو الفرق بين الرحمن والرحيم ؟
كتبت – سارة عبد الخالق:
(بسم الله الرحمن الرحيم).. نرددها كثيرا قبل البدء في قراءة سورة ما من القرآن الكريم، أو قبل بداية أي عمل، وعادة يقترن اسم الله – عز وجل – بالرحمن الرحيم .
وتوجد سورة من سور القرآن الكريم تسمى باسم (الرحمن)، وورد اسم الله الرحمن واسمه تعالى الرحيم في أكثر من موضع في القرآن الكريم.
يقول الله تعالى في سورة فصلت (آية: 2): { تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ}، وفي سورة يس (آية: 58): {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}، وفي سورة الحجر (آية: 49): {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
وجاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم - : (كتب ربكم على نفسه بيده قبل أن يخلق الخلق: رحمتي سبقت غضبي) – صحيح ابن ماجه.
وقد جاء في تفسير السعدي لآية (156) من سورة الأعراف: {....... وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ....}، {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} من العالم العلوي والسفلي، البر والفاجر، المؤمن والكافر، فلا مخلوق إلا وقد وصلت إليه رحمة اللّه، وغمره فضله وإحسانه.
كما جاء في نفس التفسير أيضا لآية (49) من سورة الحجر: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.. {نَبِّئْ عِبَادِي} أي: أخبرهم خبرا جازما مؤيدا بالأدلة، { أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} فإنهم إذا عرفوا كمال رحمته، ومغفرته سَعَوا في الأسباب الموصلة لهم إلى رحمته وأقلعوا عن الذنوب وتابوا منها، لينالوا مغفرته.
والآن سوف نتعرف سويا على الفرق بين (الرحمن) و (الرحيم) ؟
- قال ابن كثير – رحمه الله - في تفسيره: قال أبو علي الفارسي (الرحمن): اسم عام في جميع أنواع الرحمة، يختص به الله تعالى، و(الرحيم) إنما هو من جهة المؤمنين، قال تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً }.. [الأحزاب: 43]، فخصهم باسمه الرحيم
فيدل ذلك على أن (الرحمن) أشد مبالغة في الرحمة، لعمومها في الدارين لجميع خلقه، و(الرحيم): خاص بالمؤمنين، لكن جاء في الدعاء المأثور: رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، واسمه تعالى: (الرحمن) خاص به، لم يسم به غيره، كما قال تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}.. [الاسراء: 110]، وقال تعالى {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِك مِنْ رُسُلنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُون الرَّحْمَن آلِهَة يُعْبَدُونَ}.. [الزخرف: 45].
- وقال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - : ( الرحمن) : هو ذو الرحمة الواسعة ؛ لأن فَعْلان في اللغة العربية تدل على السعة والامتلاء ، كما يقال : رجل غضبان ، إذا امتلأ غضبا .
(الرحيم) : اسم يدل على الفعل؛ لأنه فعيل بمعنى فاعل ، فهو دال على الفعل ، فيجتمع من (الرحمن الرحيم) أن رحمة الله واسعة ، وتؤخذ من (الرحمن) ، وأنها واصلة إلى الخلق ، وتؤخذ من (الرحيم) ، وهذا ما رمى إليه بعضهم بقوله : (الرحمن) رحمة عامة ، و (الرحيم) رحمة خاصة بالمؤمنين.
موضوعات متعلقة:
فيديو قد يعجبك: