لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تكنولوجيا السلوك الإنساني

03:15 م الأربعاء 12 نوفمبر 2014

تكنولوجيا السلوك الإنساني

اعتبر عالم النفس الأمريكي (سكينر) من مدرسة (علم النفس السلوكي) في كتابه (تكنولوجيا السلوك الإنساني Beyond Freedom and Dignity) أن «العقل لا يزيد عن خرافة، وأن الكرامة وهم»؟  

وهو يذكّر بفكرة عالم الاجتماع العراقي (الوردي) عن العقل الإنساني أنه عضو يحقق وظيفة البقاء ولا يبحث عن المنطق والعدالة والحق، كما يردد ذلك المتحاورون في الفضائيات. ويقول الوردي إن العقل الإنساني جُعل لابن آدم مثل ناب الأفعى وقرن الثور ودرع السلحفاة كي تمكن الحيوانات من متابعة البقاء. وكل الحديث عن الحقيقة النهائية والعدل المطلق والعقلانية خرافات؟  

وعالم النفس (سكينر) يريد الوصول بهذا إلى نوع من العلم نتحكم من خلاله بالسلوك الإنساني كما نتحكم في مسار قمر صناعي نطلقه إلى الفضاء.

وبالطبع فإن ادعاءً كبيراً كهذا يدخلنا إلى شيء خطير في تحويل الإنسان إلى إنسان آلي (روبوت)، ويصبح سلوك الإنسان لا يزيد عن إفراز هرموني يمكن التحكم فيه.  

ويرى عالم النفس (بريان تريسي) في كتابه (أسس علم نفس النجاح) أن الإنسان يشبه (الكمبيوتر) مع الفارق الهائل في التعقيد، ولكنه مثل أي جهاز يحتاج إلى كتاب (تعليمات التشغيل Manual Instruction)، كما هو الحال عندما نشتري (فاكساً) فنتحكم به ونعرف أسراره عن طريق كتاب التشغيل.  

وتقول الدراسة إن 3% فقط هم الناجحون في الحياة، ويرفع (تريسي) الرقم إلى 5%، ويدعي الفريق الذي قام بالمقارنة بعد عشرين عاماً من الدراسة أن حصيلة النجاح الذي حققته مجموعة الـ 3% كانت تفوق عمل الـ 97%.

والمشكلة في الإنسان أنه يأتي إلى الدنيا لا يعلم شيئاً وعنده السمع والبصر والفؤاد، أي الاستعداد للتشكل، وهي الفكرة التي طرحها (ديفيد هيوم) في كتابه (عن الطبيعة البشرية) أن الدماغ الإنساني يشبه لوحة شمع للتشكل.  

ولكن (إيمانويل كانت) قال بشيء اسمه (المقولات العقلية Categorical Imperative) أي أن الدماغ الإنساني مركب على نحو مسبق لنقل الحواس الخام إلى قالب مدركات ثم أفكار. ولولا هذا لكانت رؤية البقرة للعالم ورؤيتنا واحدة، ولكن حصيلة هذه الرؤية مختلفة جذرياً بين الإنسان والحيوان، ومصدر الإرسال واحد.  

ويعتبر الدماغ الإنساني هو مركز التعقيد الفعلي؛ لأنه المكان التشريحي والفيزيولوجي الذي تجري فيه العمليات العصبية بدءاً من التصورات وتحليل المعلومات واستيعابها وخزنها بالذاكرة وانتهاءً بالنطق والاتصال. وبعد الوصول إلى فك كامل الشيفرة الوراثية اصطدم العلماء بحقيقة أن أكثر (الجينات) تعمل لمصلحة الدماغ، وعلى نحو تبادلي برقم فلكي مرعب.    

ونحن نعرف اليوم أن خلق الإنسان يتم من خلال حوالي 140 ألف أمر (جيني). ولكن الرقم التبادلي هو الذي يصيبنا بالدوار.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان