عانى منها رواد الفضاء.. حقيقة أثبتها العلم وتحدث عنها القرآن منذ آلاف السنين
-
عرض 2 صورة
-
عرض 2 صورة
كتبت - سارة عبد الخالق:
يرى كثير من العلماء والمفسرين أن القرآن الكريم أخبر بحقائق كونية لم تكن مدركة للبشر في زمن ثبوت النص القرآني وأثبتها العلم لاحقاً؛ وهو ما يعرف بالإعجاز العلمي في القرآن دليلاً على معجزة كتاب الله الكريم، ودليلاً على نبوة خاتم الأنبياء والمرسلين- صلى الله عليه وسلم.
وفي التفسير الوسيط لقول الله تبارك وتعالى: {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ . لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ} - سورة الحجر (آية:14 – 15)"، يقول: "قوله سُكِّرَتْ من السّكر- بفتح السين المشددة وسكون الكاف- بمعنى السد والحبس والمنع... وقوله مَسْحُورُونَ اسم مفعول من السحر، بمعنى الخداع والتخييل والصرف عن الشيء إلى غيره... والمعنى: أن هؤلاء المشركين بلغ بهم الغلو في الكفر والعناد، أننا لو فتحنا لهم بابا من أبواب السماء، ومكناهم من الصعود إليه، فظلوا في ذلك الباب يصعدون، ويطلعون على ملكوت السماوات وما فيها من الملائكة والعجائب لقالوا بعد هذا التمكين والاطلاع- لفرط عنادهم وجحودهم- إنما أبصارنا منعت من الإبصار، وما نراه ما هو إلا لون من الخداع والتخييل والصرف عن إدراك الحقائق بسبب سحر محمد صلى الله عليه وسلم لنا وعلى هذا التفسير الذي سار عليه جمهور المفسرين، يكون الضمير في قوله فَظَلُّوا يعود إلى هؤلاء المشركين المعاندين".
وأوضح الدكتور زغلول النجار الإعجاز العلمي في الآية السابقة على موقعه الإلكتروني قائلاً: "ومعنى سكِّرت أبصارنا: أُغلقت عيوننا وسُدّت، أو غُشيت وغُطِّيت لتُمنع من الإبصار، وحينئذٍ لا يرى الإنسان إلا الظلام، ويعجب الإنسان لهذا التشبيه القرآني المعجز الذي يمثل حقيقة كونية لم يعرفها الإنسان إلا بعد نجاحه في ريادة الفضاء منذ مطلع الستينيات من القرن العشرين، حين فوجئ بحقيقة أن الكون يغشاه الظلام الدامس في غالبية أجزائه، وأن حزام النهار في نصف الكرة الأرضية المواجه للشمس لا يتعدى سُمكه مائتي كيلو متر فوق مستوى سطح البحر، وإذا ارتفع الإنسان فوق ذلك فإنه يرى الشمس قرصاً أزرق في صفحة سوداء حالكة السواد، لا يقطع حلوكة سوادها إلا بعض البقع الباهتة الضوء في مواقع للنجوم" .
وأضاف أن "التعبير اللغوي (ظلوا) يشير إلى عموم الإظلام، وشموله، وديمومته بعد تجاوز طبقة النهار إلى نهاية الكون، بمعنى أن الإنسان إذا عرج به إلى السماء في وضح النهار فإنه يفاجأ بظلمة الكون الشاملة تحيط به من كل جانب، مما يفقده النطق أحياناً أو يجعله يهذي بما لا يعلم أحياناً أخرى من هول المفاجأة".
من جانبه، ذكر يوسف الحاج أحمد مؤلف (موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة ) أن "التشبيه القرآني البليغ يمثل حقيقة كونية أثبتها العلم الحديث اليوم، ولم يكن يعرفها الإنسان قبل، فبعد أن تمكن الإنسان من الوصول إلى الفضاء، اكتشف حقيقة أن الكون يغشاه الظلام الدامس في غالبية أجزائه، وأن حزام النهار في نصف الكرة الأرضية المواجه للشمس لا يتعدى سمكه (200 كم) فوق سطح البحر، وإذا ارتفع الإنسان فوق ذلك فإنه يرى الشمس قرصا أزرق في صفحة سوداء حالكة السواد".
وفي حلقة أذيعت في وقت سابق على قناة الرسالة الفضائية، يقول الدكتور محمد راتب النابلسي: "كلما تقدم العلم كشف عن جانب من عظمة القرآن، فالقرآن معجزته فيه، فمثلا: بعد أن وصل الإنسان إلى القمر ، وركب مركبة فضائية وانتقل بها من الأرض إلى القمر على مسافة 360 ألف كيلو متر، بالطبع توجد طبقة الهواء هذه الطبقة سمكها 65 ألف كيلو متر، فلما صعد رواد الفضاء، فالجو منير من أشعة الشمس، وفجأة أصبح الجو مظلما، ظلاماً مطلقاً".
وأشار إلى أن السبب في ذلك هو تجاوز رواد الفضاء لطبقة الهواء، وفي الهواء حقيقة فيزيائية هو أن ضوء الشمس حينما يسلط على الهواء بعض ذراته تعكسه على ذرات أخرى كالمرآه، فعلى سطح الأرض في أي مدينة في العالم هناك مكان فيه أشعة شمس وفي مكان آخر فيه ضوء الشمس، فالجو مضيء لكن ما في أشعة شمس أحيانا، وهذا الشيء يعرف بـ (انكسار الضوء)، فبالعودة لرواد الفضاء فعندما تجاوزوا طبقة الهواء دخلوا في ظلام دامس، فصاح أحد رواد الفضاء، كان في القاعدة التي انطلقت منها المركبة الفضائية أحد كبار علماء الفضاء من مصر الدكتور فاروق الباز، سمع بأذنيه قول رائد الفضاء لقد أصبحنا عُمياً لا نرى شيئا"، مشيراً إلى أن هذه الآية تؤكد تأكيداً قطعيا أن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن الكريم.
كانت دراسة قُدمت نتائجها إلى اجتماع علمي بمدينة شيكاغو الأمريكية، نشر موقع "بي بي سي" في وقت سابق نتائجها، حيث أظهرت أن بعض رواد الفضاء الذين يقضون فترات طويلة في الفضاء يعانون من ضباب في الرؤية بجانب مجموعة من التغييرات الأخرى، مضيفة أن جراحي رحلات الفضاء والعلماء في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" لاحظوا نوعاً من مشاكل الرؤية عند رواد الفضاء الذين يشاركون في مهمات فضاء تستغرق فترة طويل، وهذه الحالة تعرف باسم متلازمة "ضغط الإعاقة البصرية داخل الجمجمة"، كما أن بعضاً منهم يعاني من تغيرات جسدية حادة لم يجر التعافي منها كلياً بعد العودة إلى الأرض.
فيديو قد يعجبك: