في ذكرى ميلاد مصطفى محمود.. الفيلسوف الذي عاش في تابوته الخاص
كتبت – سارة عبد الخالق:
لعل صوت الناي الحزين الذي عزفه بنفسه، وتحيته المعروفة (أهلا بيكم)، بصوته الهادئ في مقدمة برنامجه الشهير (العلم والإيمان) الذي ظل يذاع لسنوات عديدة على شاشة التلفزيون المصري -في تمام الساعة التاسعة من يوم الاثنين من كل أسبوع، عالقة في الأذهان، تعيد صورة الراحل الدكتور (مصطفى محمود).. وفي ذكرى ميلاده يرصد مصراوي أبرز المعلومات عنه، ونبذة عن مشواره في رحلته وذلك في ذكرى ميلاده في مثل هذا اليوم 27 ديسمبر من عام 1921.
درس "مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ" الطب وتخرج عام 1953، متخصصا في الأمراض الصدرية، وفي عام 1960 تفرغ للكتابه والبحث، ولم يكن ذلك جديدا على طفل أقام معملا صغيرا يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها الحشرات، ثم يقوم بتشريحها، وعند التحاقه بكلية الطب اشتهر بلقب "المشرحجي" نظرا لتواجده كثيرا ولفترات طويلة في المشرحة أمام جثث الموتى مفكرا ومتأملا حول حقيقة الموت.
أكثر من 400 حلقة من العلم والإيمان سجلها في عدة سنوات، كان يهدف فيها إلى ربط العلم بالأحوال الإيمانية وقدرة الخالق، والمزج بين عجائب وغرائب هذا الكون وبين الإيمان بوجود الله وقدرته على تغيير الأشياء والتأمل في ماهيتها.
ألف مصطفى محمود عددا كبيرا من الكتب تجاوز الخمسة والثمانين كتابا قدمها في عدة مجالات مختلفة؛ العلوم والفلسفة، السياسة والاجتماع، بالإضافة إلى المسرحيات والحكايات والروايات وقصص الرحلات، ولا تزال كتبه ضمن الاكثر مبيعا بين صفوف الشباب، وعلى رأس هذه القائمة يأتي كتاب (رحلتي من الشك إلى الإيمان) و(حوار مع صديقي الملحد).
تبرع مصطفى محمود بكل ما جنى من ثروات طوال حياته للجمعية الخيرية التي أنشأها في السبعينيات، حيث أكدت زوجته الثانية "زينب حمدي" أن قيمة مهرها تبرعا به للجمعية، فقد كان هدفه الأول أن يضيف إلى الإنسانية، ولم يكن من راغبي مضاعفة الأرصدة في البنوك، لم يكن متخوفا على مستقبل الأولاد والأحفاد، لأنه يؤمن بأنه راحل مهما طال العمر.
رحل الدكتور مصطفى محمود –رحمه الله- في صباح السبت الموافق 31 أكتوبر من عام 2009، بعد رحلة علاج استمرت لعدة شهور، حيث تم تشييع جنازته من مسجده بالمهندسين.
فيديو قد يعجبك: