ومضات على طريق الحج 4
كتبت – سارة عبد الخالق –
مازلنا في رحاب ونفحات تلك الأيام المباركة التي يستعد فيها حجاج بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، جمعنا الله وإياكم على جبل عرفات وجعلنا من المقبولين عنده المغفور لهم بإذن الرحمن.
ونحن الآن بصدد آية كريمة من آيات سورة البقرة،يقول الله تعالى في (آية : 127): {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ}.
جاء في تفسير ابن كثير لإسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي أن: القواعد : جمع قاعدة ، وهي السارية والأساس
يقول الله جلا وعلا : واذكر يا محمد لقومك بناء إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - البيت ، ورفعهما القواعد منه، وهما يقولان : (ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم) فهما في عمل صالح، وهما يسألان الله تعالى أن يتقبل منهما.
و روى ابن أبي حاتم من حديث محمد بن يزيد بن خنيس المكي، عن وهيب بن الورد : أنه قرأ: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا}.. ثم يبكي ويقول : يا خليل الرحمن، ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق أن لا يتقبل منك.
وقد اختلف في بداية بناء الكعبة، هل من قام بالبناء هم الملائكة أم نبي الله آدم أم سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل - عليهما السلام - ؟!
وكما ذكر في الجزء الأول من سلسلة مقالات ومضات على طريق الحج : (الكعبة.. أول مكان خصص لعبادة الناس) أنه اختلف في الباني له في الابتداء، فقيل : الملائكة ، وقيل : آدم ، وقيل : إبراهيم .
ويجمع بين ذلك بأول من بناه الملائكة ، ثم جدده آدم ، ثم إبراهيم .
وللحديث بقية...
فيديو قد يعجبك: