كم عدد الأنبياء الذين حجوا بعد سيدنا إبراهيم؟

بقلم - هاني ضوَّه :

الحج عبادة عظيمة تطوق إليها الأنفس وتتمناها الروح لما فيه من نفحات وبركات ورحمات من الله عز وجل لضيوفه في تلك المشاعر المقدسة.

ولم يكن الحج عبادة اختص بها المسلمون فقط، بل هي دأب الأنبياء عليهم السلام من قبل بعثة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، فكان أول من أدى الحج خليل الرحمن أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وذلك بأمر إلهي بأن يدعو الناس للحج. يقول تعالى مخاطبًا سيدنا إبراهيم: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}.

وقد ورد في السنة النبوية المطهرة العديد من الأحاديث الشريفة عن سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أكدت أن أنبياء الله عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام من بعد سيدنا إبراهيم جميعهم قد حجوا بيت الله الحرام، وبعض الروايات ذكرت أن جميع الأنبياء عليهم السلام قد حجوا إلا اثنين هما نبي الله هود ونبي الله صالح عليهما الصلاة والسلام.

قال ابن إسحاق في "السيرة": "حدثني ثقة من أهل المدينة عن عروة بن الزبير أنه قال: "ما من نبي إلا وقد حج البيت، إلا ما كان من هود وصالح، ولقد حجه نوح، فلما كان من الأرض ما كان من الغرق أصاب البيت ما أصاب الأرض، فكان البيت ربوة حمراء، فبعث الله تعالى هوداً، فتشاغل بأمر قومه، حتى قبضه الله عز وجل إليه، فلم يحجه حتى مات، ثم بعث الله تعالى صالحاً فتشاغل بأمر قومه، فلم يحجه حتى مات، فلما بوأه الله عز وجل لإبراهيم حجه، ثم لم يبق نبي إلا حجه".

وروى الإمام البيهقي عن عروة بن الزبير قال: "ما من نبي إلا وقد حج البيت إلا ما كان من هود وصالح".

وذكرت بعض الروايات أن سبعين من الأنبياء حجوا البيت الحرام، فقد روي الإمام أحمد في كتابه "الزهد" عن مجاهد قال: "حج البيت سبعون نبيًا منهم موسى بن عمران عليه السلام".

وهو ما ذكره أيضًا الإمام الطبراني عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ سَبْعُونَ نَبِيًّا، مِنْهُمْ مُوسَى، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَعَلَيْهِ عباءتانِ قَطْوانِيَّتانِ، وَهُوَ مُحْرِمٌ عَلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِلِ شَنُوءةَ، مَخْطُومٍ بِخِطَامِ لِيفٍ لَهُ ضَفْرَانِ".