لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الطواف بالكعبة سباحةً.. حكايات ومواقف عبر التاريخ

05:40 م الثلاثاء 31 يوليو 2018

كتب – هاني ضوه :

هل تخيلت يومًا أن تطوف بالكعبة المشرفة سباحةً؟! .. ليس هذا بالأمر المستبعد، فقد حدث هذا الأمر عدة مرات عبر التاريخ الإسلامي في فترة الحج وفي غيرها، حتى في صدر الإسلام حيث كان بعض الصحابة الكرام رضوان الله عليهم قد طاف بالكعبة سباحة لما أصابتها السيول.

والطواف بالبيت سباحة أثناء السيل معروف منذ القدم، فقد ذكر الإمام الفاكهي في كتابه "أخبار مكة" عن مجاهد قال: "كان كل شئ لا يطيقه الناس من العبادة يتكلفه ابن الزبير رضي الله عنهما يطوف سباحة، وذلك عندما جاء سيل فأغرق صحن الطواف، ليكون بذلك قد أدى عبادة لم يفز بها إلا قليل من الناس، وهو ما يدل على حبه للعبادة والطاعة، فقد أخرج الإمام ابن أبي الدنيا من طريق ليث عن مجاهد قال: "ما كان باب من العبادة إلا تكلفه ابن الزبير، ولقد جاء سيل بالبيت فرأيت ابن الزبير يطوف سباحة".

وقال أبو بشر: "كان سعيد بن جبير يطوف بالبيت زمن الماء، والماء يأخذه إلى سرته، ومرة إلى ثندوته".

قال السخاوي في كتابه "المقاصد الحسنة": "ومن المشهور بين الطائفين حديث: "من طاف اسبوعًا في المطر غفر له ما سلف من ذنوبه"، ويحرصون لذلك على الطواف في المطر، ولا أصل له في المرفوع، وهو فعل حسن حتى إن البدر بن جماعة طاف بالبيت سباحة، كلما حاذى الحجر غطس لتقبيله، كذا اتفق لغيره من المكيين وغيرهم".

وقد ذكر في كتاب "معجم البلدن" عن بعض المؤرخين أن الجحفة سميت بذلك، لأن السيل اجتحفها، وحمل أهلها في بعض الأعوام.

وفي العصر الحديث غرقت ساحة الطواف بالكعبة المشرفة في مياه السيول سنة 1941 من الميلاد، واضطر الحجاج للطواف حول الكعبة عن طريق السباحة، فلم يكن لديهم خيار آخر بعد أن هطل المطر بكثافة، وتجمعت مياه الأمطار من عدة أماكن حول الكعبة المشرفة، وكان وقتها لا يوجد منافذ كافية للماء المتجمع لإخراجه.

وقد شهد هذه الحادثة أحد الحجاج البحرينيين الذي كان شابًا في ذلك الوقت قبل 77 عامًا وطاف بالكعبة سباحة، وكان عمره وقتها 12 عاما، وهو الحاج البحريني الشيخ علي العوضي الذي توفي عام 2015، وقد حكي في لقاءات صحفية عن هذه الواقعة فقال:

"هطلت أمطار غزيرة في ذلك العام استمرت أسبوعًا كاملًا ليلًا ونهارًا حتى تحولت إلى سيول جارفة اجتاحت مكة كلها.

وتابع: أنه في آخر يوم من هطول الأمطار، قرر مع أخيه واثنين من أصدقائه وأستاذهم –حيث كان يدرس في مكة- الذهاب إلى الحرم المكي، فوجدوا أن المياه غطت الحرم إلى ارتفاع تراوح بين 5 و6 أقدام تقريبا.

ووقف الجميع يتفرجون على المشهد، حتى طرح هو عليهم فكرة أن يطوفوا حول البيت الحرام سباحةً، فنزل مع أخيه وأحد أصدقائه لتنفيذ تلك الفكرة، وهما الجالسان كما يبدوان في الصورة على عتبة باب الكعبة المشرفة.

مصادر:

كتاب "أخبار مكة" – الإمام الفاكهي.

كتاب "المقصاد الحسنة" – الإمام السخاوي.

كتاب "معجب البلدان" – ياقوت الحموي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان