من معاني الحج (4).. علي جمعة: تذكرة بيوم الحشر واجتماع الأمم
(مصراوي):
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن الحج الركن الخامس من أركان الإسلام يتميز بمعان سامية وحكم شريفة عالية تدعونا للتأمل في أركانه وأفعاله، والنظر في نتائجه وآثاره، وهي في الجملة تطهير الأبدان وتزكية النفوس.
وأضاف جمعة أن أفعال الحج كلها تربية عملية على الطاعة التامة لله رب العالمين، والإخلاص في العبودية له، والامتثال لأمره، فضلا عن شمولها لكثيرٍ من المعاني التي تسهم في بناء مجتمع إسلامي متكامل، ووحدة عضوية وروحية مترابطة.
ومن تلك المعاني العظيمة، أوضح جمعة، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك:
(4) الشعور بالانتماء لأمة مترامية الأطراف مترابطة الأواصر: وذلك يوم وقوف الحجيج جميعا بعرفة في صعيدٍ واحد ووقتٍ واحد, ساعتها يدرك الإنسان أن تكاليف الشرع سهلة المنال; إذ السالكون والوافدون من كل فجٍ عميق، تحقيقا لوعد الله تعالى لخليله إبراهيم: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}.. [الحج:27], وفي هذا تذكرة بيوم الحشر واجتماع الأمم وتحيرهم في ذلك الصعيد الواحد بين الرد والقبول,وفي ذكر ذلك إلزام القلب الضراعة والابتهال إلي الله عز وجل ورجاء الحشر في زمرة الفائزين, فالموقف مهيب وشريف,والرحمة إنما تصل من حضرة الجلال إلى كافة الخلق بواسطة القلوب النقية. وفي هذا الموقف تتضح لنا قيمة الوحدة والتآلف والتراحم بين أفراد هذه الأمة التي هي كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
فيديو قد يعجبك: