معالم شريفة (3): جبل أحد الذي أحب رسول الله والمسلمين وأحبوه
(مصراوي):
رصد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، المعالم التاريخية التاريخية في المدينة المنورة، راصدًا في تالث الحلقات بعنوان #معالم_شريفة، جبل أحد، ذلك الجبل العظيم الذي أحب رسولَ الله ﷺ والمسلمين، وأحبه رسولُ الله ﷺ والمسلمون.
وكتب جمعة، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك:
من أهم معالم المدينة المنورة (جبل أُحُد)، ويقع في الجهة الشمالية منها، وهو في الحقيقة سلسلة متصلة من الجبال يمتد من الشرق إلى الغرب، ويميل نحو الشمال قليلا، يبلغ طوله سبعة كيلومترات وعرضه ما بين 2- 3 كيلومترات. وسُمِّي "أُحدًا" لتفرده وتوحده وانقطاعه عن بقية الجبال من حوله
ومعظم صخور جبل أحد من الجرانيت الأحمر، وفيه أجزاء تميل ألوانها إلى الخضرة الداكنة والسواد. وتتخلله تجويفات طبيعية تتجمع فيها مياه الأمطار، وتبقى معظم أيام السنة؛ لأنها مستورة عن الشمس، وتسمى هذه التجويفات (المهاريس).
وتنتشر على مقربة من جبل أحد عدة جبال صغيرة، أهمها "جبل ثور" في شماله الغربي، وجبل عَينَين في جنوبه الغربي. ويمر عند قاعدته وادي قناة ويتجاوزه غربًا ليصب في مجمع الأسيال.
ويرتبط اسم هذا الجبل بموقعة تاريخية وقعت في السنة الثالثة للهجرة، وسميت باسمه وهي "غزوة أحد"، وكان ميدانها الساحة الممتدة ما بين قاعدته الجنوبية الغربية وجبل عَينَين الذي يبعد عنه كيلومترا واحدا تقريبًا، ويسمى أيضًا جبل الرُّماة.
ورغم أن هذا الجبل تَشَرَّف بأنه في مدينة رسول الله ﷺ ، إلا أن هذا الشرف تضاعف كثيرًا لحُبِّ رسول الله ﷺ له، وإخباره بأن هذا الجبل أيضا يحبه المسلمون ويحب المسلمين، فعن أبي حُمَيدٍ الساعِدِيّ قال: (أَقبَلنا مع النبي - ﷺ - من غزوة تبوك، حتى إذا أَشرَفنا على المدينة قال: "هذه طابةُ، وهذا أُحُدٌ: جَبَلٌ يُحِبُّنا ونُحِبُّه).
وتابع فضيلة المفتي السابق: كما أن هذا الجبل الأشمَّ استجاب في خضوع وطاعة لأمر حبيبه وسيده النبي ﷺ عندما ضَرَبَه برِجله الشريفة لما اهتَزَّ أُحُدٌ به هو وأصحابه، فقد صحَّ عن أنس - رضي الله عنه - : (أن النبي - ﷺ - صَعَدَ أُحُدًا وأبو بكر وعمرُ وعثمانُ، فرَجَفَ بهم، فضربه برِجله وقال: "اثبُت أُحُدٌ، فما عليك إلا نَبِيٌ أو صِدِّيقٌ أو شَهيدانِ".
جبل أحد، ذلك الجبل العظيم الذي أحب رسولَ الله ﷺ والمسلمين، وأحبه رسولُ الله ﷺ والمسلمون، يحتوي على مسجد وغار صغير، كما أن في ساحته مقبرة شهداء أحد.
وأول تلك الأماكن المباركة التي يحتوي عليها هذا الجبل مسجد جبل أحد أو مسجد الفسح، وهو مسجد صغير يقع أسفل الجبل، في طرف الشِّعب المؤدي إلى المِهراس جنوب الغار الذي يبعد (100م) تقريبًا.
وقد وصله العمران الآن، وأصبح وسط المنازل الشعبية، وقد تَهَدَّم أَكثَرُه، ولم يَبقَ إلا جزءٌ بسيط منه، وهو محاط بالسِّياج، وقد رُوي أن النبي ﷺ صلى في المسجد الصغير الذي بأُحُدٍٍ في شِعب الجرار لازِقًا بالجبل. وقد صلى النبي ﷺ الظهر والعصر بعد انتهاء المعركة.
ويسمى هذا المسجد الفَسح، وقيل إن سبب تسميته بهذا الاسم أن المسجد كان ضيِّقًا فازدحم الناس للصلاة فيه مع رسول الله ﷺ حتى لم يجد البعض مكانًا يقف فيه للصلاة، فكانت هذه الحادثة سببًا في نزول قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إذا قِيلَ لكم تَفَسَّحُوا في المَجالِسِ فافسَحُوا يَفسَحِ اللهُ لكم وإذا قِيلَ انشُزُوا فانشُزُوا يَرفَعِ اللهُ الذين آمَنُوا منكم والذين أُوتُوا العِلمَ دَرَجاتٍ واللهُ بما تَعمَلُونَ خَبِيرٌ }.
قال رسول الله ﷺ: أَربعة أَجبل من جبال الجنّة: "أُحد" جبل يحبنا ونحبه، جبل من جبال الجنّة، و "وَرْقَان"، جبل من جبال الجنّة، و "لبنان" جبل من جبال الجنة، و "طور" جبل من جبال الجنة.
عن أَنس بن مالك رضي الله عنه: أَنه أَقبل مع النبي ﷺ من خَيْبَر، فلما بدا لهم أُحُد قال: هذا جبل يحبنا ونحبه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما قدمنا مع النبي ﷺ من غزوة خَيْبَر، بدا لنا أُحُد فقال: هذا جبل يحبنا ونحبه، إِن أُحُدًا هذا لعلى باب من أَبواب الجنّة.
وعن أَنس بن مالك رضي الله عنه قال : أَن رسول اللّه ﷺ قال: "أُحُدٌ على باب من أَبواب الجنّة. فإذا مَرَرْتُمْ به فكلوا من شجره، ولو من عضاهه". (العِضَاهُ : كل شَجَر له شوْكٌ صَغُر أَو كبُرَ . الواحدةُ : عِضاهَةٌ)
فيديو قد يعجبك: