إعلان

أحكام الحج والعمرة| أعمال الحج (5) آداب الإحرام والطواف والسعي.. يوضحها علي جمعة

10:47 ص الثلاثاء 05 يوليه 2022

الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق

كـتب- علي شبل:

بمناسبة قرب أداء مناسك فريضة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، أعاد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، نشر سلسلة أحكام العمرة والحج، والتي تتضمن بالتفصيل التعريف بمفهوم العمرة والحج وأحكامهما، وأنواع الحج وأحكامه الشرعية.

وفي الحلقة الثامنة عشرة من سلسلة أحكام العمرة والحج، التي ينشرها جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أوضح فضيلة المفتي السابق أعمال الحج، بدءا من القدوم ويوم التروية، ثم يوم عرفة، ويوم النحر، وصولا إلى أيام التشريق الثلاثة، ثم يختم الحاج أعماله بطواف الوداع، وانتهي جمعة إلى بيان آداب الإحرام وآداب دخول مكة وآداب الطواف وصولا إلى آداب السعي ثم انتهاء بآداب الوقوف بعرفة.. وفصّل بيانها كالتالي:

■ من آداب الإحرام:

معنى الإحرام أنَّك تَنتَقِلُ مِن دائرةِ الحِلِّ إلى دائرةِ المَنعِ، ومِن الإلفِ والعادة إلى العِبادة. ومِن آدابِ الإحرامِ

1- أن يَغتَسِلَ الحاجُّ أو المُعتَمِرُ ويَنوِي به غُسلَ الإحرامِ.

2- أن يُفارِقَ الثِّيابَ المَخِيطة ويَلبَسَ الرجلُ ثَوبَي الإحرامِ. (ومعنى ذلك أن تَخرُجَ مِنَ القُيُودِ إلى الرَّبِّ المَعبُودِ)، وأن يَصبِرَ بعد لِبسِ ثِيابِ الإحرام حتى تَنبَعِثَ به راحِلَتُه (أو سيّارتُه) إن كان راكِبًا، أو يَبدأ بالسَّيرِ إن كان راجِلاً بلا عجلةٍ، قالوا: لا تَتَعَجَّلِ الوصولَ، وإنَّما دَع ذلك للهِ، هو يَبدأ بك، وهو الذي ينتَهِي بك في الطَّريقِ.

3- ويُستَحَبُّ تَجدِيدُ التَّلبِيةِ في دوامِ الإحرامِ، أي دوام الذِّكرِ؛ قال ﷺ : "لا يَزالُ لِسانُكَ رَطبًا بذِكرِ الله".

■ من آداب دخول مكة:

مكةُ حَرَمُ اللهِ المنيعِ، وبيتُه المُطَهَّرِ، وفيها مُنتَهى الإحرام، وبدايةُ الحج والعمرة، وهكذا مراحلُ الطريقِ بعضُها يأخذُ برِقابِ بعضٍ إلى أن تَصِلَ إلى مَقصُودِك ومُنتَهاك مِن طاعةِ اللهِ مَولاك سبحانه وتعالى. فإذا دَخَلتَ مكةَ فيُستَحَبُّ لك:

1- أن تغتسلَ لدخولِها. وفي الطريقِ إلى الله لا بد لك مِن مَزِيدِ التَّطَهُّرِ ودوامِه بكَثرة الاستغفارِ والتوبةِ: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].

■ الطواف:

إذا أرادَ المسلمُ افتِتاحَ الطَّوافَ للقُدُومِ أو لغَيرِه؛ فينبغي أن يُراعِيَ أمورًا ستّة:

أولها- الطهارة والسَّتارة، والطهارة هذه تُساعِدُ الإنسانَ في الطَّرِيقِ، إذِ الوُضُوءُ سِلاحُ المُؤمِنُ وبرهانٌ ونورٌ وسلامٌ، لأَجلِ أن يكون مُستَعِدًّا دَومًا؛ وعمودُ هذا الطريقِ طاعةُ اللهِ، وعمودُ طاعةِ اللهِ الصلاةُ، والطوافُ بالبَيتِ صلاةٌ، فيها الطهارةُ في البَدَنِ (مِنَ الحَدَثِ، ومِنَ الخَبَثِ)، وفي المكانِ، وفي اللباس، وفيها السَّتارة أي سَترُ العَورة، والإنسان المؤمن ينبغي أن يَستُرَ عَورَتَه حتى في خَلَواتِه.

الثاني- الاضطِباع للرجل في طواف القدوم، بأن يَجعَلَ وَسَطَ ردائه تحت إبطه الأيمن ثم يلقيَ طَرَفَيه على كتفه الأيسر، ثم ليَجعَلِ البيتَ عن يسارِه وليَبدَأ من عِندِ الحَجَرِ الأسوَدِ، فإنَّه عندما يطوفُ والبيتُ عن يَسارِه يكونُ مُتَشَبِّهًا بالملائكةِ، إذن الطريقُ مُؤَسَّسٌ على التَّشَبّهِ بعباد الله تعالى الذين لا يَمَّلُون مِن عبادته، ولا يُخالِفُون أَمرَه.

الثالث- أن يقولَ قبلَ مُجاوَزة الحَجَرِ الأسوَدِ بل في ابتداءِ الطَّوافِ: "بسمِ الله والله أكبر، اللهم إيمانًا بكَ، وتَصدِيقًا بكتابك، ووَفاءً بعَهدِك، واتِّباعًا لسُنّة نَبيِّك مُحَمَّدٍ"، ثم يطوفُ.

الرابع- أن يرَمُلَ في الطَّوفات الثلاث الأولى، ويَمشِي في الأربَعة الأُخَرِ على الهَيئة المُعتادة.

الخامس- إذا تمَّ الطَّوافَ سَبعًا فليأتِ المُلتَزَمَ وهو بينَ الحَجرِ الأسود وبابِ الكعبة، وهو مَوضِعُ لاستجابةِ الدَّعاء.

إذن فقد فَضَّلَ اللهُ بعضَ الأوقاتِ على بعضٍ، وبعضَ الأماكنِ على بعضٍ، وبعضَ الأشخاصِ على بعضٍ، وبعضَ الأحوالِ على بعضٍ، فليُراعِ الحاجُّ سالِكُ الطَّرِيقِ ذلكَ كُلَّه في طَرِيقِه إلى اللهِ، وليَلتَمِسِ الأوقاتَ الشَّرِيفة، والأماكنَ الشريفةَ، والأشخاصَ الشريفةَ ويَسأَلهمُ الدُّعاءَ، والأحوالَ الشريفةَ فيَدعو عندها، كنـزولِ المَطَرِ، وكالبَيتِ الحَرامِ، وكالوقوفِ أمامَ قَبرِ سيِّدِنا محمد ﷺ.

السادس- إذا فرغ مِن ذلك ينبغي أن يأخذ طريقه إلى خلف مقام سيدنا إبراهيم وهو يقول: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } ويُصَلِّي خَلفَ المَقامِ ركعتين؛ وهما رَكعَتا سنة الطوافِ؛ وذلك إعلانًا لتوحيدِ اللهِ على مِلّة إبراهيمَ عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام {وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا } [النساء: 125].

■ السعي:

إذا فَرَغَ مِنَ الطَّوافِ فليَخرُج مِن بابِ الصَّفا، ثُمَّ يَسعى بينَه وبينَ المروةِ سبعَ مَرّاتٍ. والطَّهارة مُستَحَبّة للسَّعيِ وليست واجِبة، أي أنَّ مَن طافَ بينَ الصَّفا والمَروة -أي سَعى بينهما- فلا يَجِبُ عليه أن يكونَ مُتَطَهِّرًا أو مُتَوَضِّئًا؛ فيجوزُ للحائضِ ويجوزُ للجُنُبِ أن يَسعَيا بينَ الصَّفا والمروةِ ويُتِمّا نُسُكَهما، ويُستَحَبّ أن يُهَلِّل ويَحمَد ويُكَبِّر عند كل رُقِيٍّ منه للصفا أو المروة، ويدعو بما شاء من خيرَي الدنيا والآخرة، ويكرر ذلك ثلاثا، ويجعل سعيَه بين العَلَمَين الأَخضَرَين أَشَدَّ، بأن يُهَروِل بينهما، هذا إذا كان رجلا، أما المرأة فلا هَرَوَلةَ لها.

■ في الوقوف بعرفة وما قبله:

إذا انتَهى إلى يَومِ عرفةَ وذهبَ إلى عرفاتٍ فقد بَلَغَ المَبلَغَ وارتَقى الذروةَ، ووصلَ إلى يومِ تحقيقِ المِنحة ورَفعِ المِحنة واجتماعِ الأمةِ وانكشافِ الغُمّة.. يومِ غُفرانِ الذُّنُوبِ ومَحوِ الخَطايا، يومِ القبولِ والوصولِ. فليُسلِم إلى اللهِ تعالى عَقلَه وقَلبَه، وليُكثِر مِن ذِكرِه وشُكرِه، واستِغفارِه واستِعفائِه، والتَّلبِية والتَّهلِيلِ والدعاءِ وقراءةِ القرآنِ بكلِّ ما تَيَسَّرَ له. تَقَبَّلَ اللهُ مِنّا ومِنكم.

طالع أيضاً:

جميع موضوعات الحج والعمرة وفتاوى الأضحية

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان