في ذكرى مولد أحمد شوقي.. مداح النبي الذي بُشر بانتظاره له في الجنة
كتبت- آمال سامي:
في مثل هذا اليوم، السادس عشر من أكتوبر عام 1868م ولد في القاهرة أحمد شوقي أمير الشعراء، صاحب الموهبة الشعرية الكبيرة، والذي حمل هموم وطنه وأمته، فكانت تربطه صداقة قوية بالزعيم الوطني مصطفى كامل والذي تعرف عليه في رحلته الدراسية إلى فرنسا على نفقة الخديو توفيق آنذاك، لكنه اشترك مع زملائه في تكوين جمعية التقدم المصري والتي كانت تناضل ضد الاحتلال الإنجليزي لمصر. وكان للخديو عباس بعد ذلك نصيب كبير من مديح أحمد شوقي خاصة لأنه كان يراه رمزًا لمقاومة الاحتلال الإنجليزي كذلك.
وحين ألغيت الخلافة العثمانية عام 1922م كان شوقي من المتأثرين بإلغائها، فكتب ناعيًا الخلافة الإسلامية المنهارة قائلًا:
عادت أَغاني العُرسِ رَجعَ نُواحٍ
ونُعيتِ بين مَعالِمِ الأَفراحِ
كُفِّنتِ في لَيلِ الزِّفافِ بثوبِهِ
ودُفِنتِ عند تبلّجِ الإصباحِ
شُيِّعتِ من هَلَعٍ بِعبرَةِ ضاحِكٍ
في كُلِّ ناحيةٍ وسكرةِ صاحِ
ضَجَّت عليكِ مآذِنٌ ومَنابِرٌ
وبكت عليكِ ممالكٌ ونَواحٍ
الهِندُ والِهةٌ ومِصرُ حزينةٌ
تَبكي عليكِ بمدمعِ سحاحِ
وكانت قصائد شوقي في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم من أبرز وأهم ما كتبه شوقي وكان أشهرها قصيدة "نهج البردة"، التي حاكى فيها بردة البوصيري، حيث استخدم نفس القافية التي استخدمها الأخير. وكان من أهم ما ألفه أيضًا كتاب: "دول العرب وعظماء الإسلام" الذي يتألف من ألفي بيت، يتحدث فيها شوقي عن التاريخ الإسلامي منذ النبي صلى الله عليه وسلم وحتى الدولة الفاطمية، وكان قد كتبها من منفاه في برشلونة بأسبانيا.
احتل أحمد شوقي مكانة كبيرة لدى علماء المسلمين في عصره وفي وقتنا المعاصر أيضًا، لما كتبه في تاريخ الإسلام ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم، فيروي أحمد عمر هاشم، أستاذ الحديث بالأزهر، زيارة شيخ الأزهر لأحمد شوقي في مرض وفاته، وحين لاقاه قال له أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاءه في الرؤيا وأخبره أن يذهب إلى أحمد شوقي وينبأه أنه، صلى الله عليه وسلم، في انتظاره، وهو ما يدل كما قال هاشم على رضا الله سبحانه وتعالى عما كتب أحمد شوقي في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وذكر هاشم قول شوقي:
لي في مديحك يا رسول عرائس...تيمن فيك وشاقهن جلاء
هن الحسان فإن قبلت تكرما ...فمهورهن شفاعة حسناء
وقيل إن الشعراوي كان حين يذكر أحمد شوقي يقول: رضي الله عنه وأرضاه، لأن شوقي كان بالقصائد التي كتبها في حب الرسول كان قد وصل لدرجة صدق لم يصل لها غيره في العصر الحديث، وقد استشهد الشعراوي في حديثه وتفسيره للقرآن الكريم بشعر لأحمد شوقي، ومن نماذج ذلك الأبيات التي يقول فيها:
سبحانك اللهم خير معلم.....علمت بالقلم القرون الاولى
اخرجت هذا العقل من ظلماته.....وهديته النور المبين سبلا
وطبعتة بيد المعلم تاره...... صديء الحديد وتاره مصقولا
ارسلت بالتوراة موسى مرشدا.....وابن البتول فعلم الانجيلا
وفجرت ينبوع البيان محمدا......فسقى الحديث وناول التنزيلا
وكان للشيخ الشعراوي ايضًا لقاء جمعه بأحمد شوقي حينما جاء إلى القاهرة شابًا، يرويه كتاب "إمام الدعاة: محمد متولي الشعراوي" الذي أصدره قسم للدراسات والأبحاث بدار أمواج بالأردن، على لسان الشيخ الشعراوي قائلًا: كنت في سن الشباب، وجئنا إلى القاهرة بصحبة صديق له لديه علم دائم بمكان تواجد أمير الشعراء أحمد شوقي الذي كنت معجبًا به وبشعره أيما إعجاب؛ فاصطحبني ومعي أصدقاء إليه في عش البلبل عند الهرم.. وقال لأمير الشعراء: هؤلاء شبان من أشد المعجبين بك ويحفظون شعرك كله، ويأملون فقط في رؤيتك. فسألني شوقي: ما الذي تحفظه عنى؟؛ فذكرت له ما أحفظ له من شعر. فسألني: وما الذي أجبرك على حفظ كل هذه القصائد؟ فقلت له: لأن والدي كان يمنحني ريالًا عن كل قصيدة أحفظها لك
موضوعات متعلقة..
- في ذكرى وفاة الصحابي الذي عادى الله من عاداه وأبغض الله من أبغضه.. تعرف عليه
- في ذكرى وفاة قيثارة السماء.. صورة نادرة وأمور لا تعرفها عن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد
- 15 فبراير ذكرى رحيل رائدُ الفلسفة الإسلاميّة الشيخ مصطفى عبد الرازق
فيديو قد يعجبك: