لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكرى معركة أجنادين.. تعرف على تفاصيلها وبدايات فتح المسلمين للشام

04:19 م الأحد 29 ديسمبر 2019

معركة

كتبت – آمال سامي:

أثارت الفتوحات الإسلامية الجدل بين المفكرين في العصر الحديث، حيث أساء أعداء الإسلام استخدامها وتفسيرها، بل وظفوها لتصوير المسلمين في صورة الغزاة، وهو ما يختلف عن ماهية وأهداف الفتح الإسلامي الحقيقية التي قال فيها بن عامر:

لقد ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة. فتلك ببساطة العقيدة التي تأسس عليها الفتح الإسلامي. ولفتح المسلمين بلاد الشام صولات وجولات، من بينها معركة "أجنادين" التي دارت أحداثها في شهر جماد الأولى التي يرصد مصراوي في التقرير التالي إرهاصاتها وتفاصيلها في إطار فتح المسلمين لبلاد الشام..

وقعت معركة أجنادين بين المسلمين والروم قرب الرملة بفلسطين، وكان ذلك في جمادي الأولى عام 634م، وكان الصحابي الجليل عمرو بن العاص قائد تلك المعركة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، كانت بداية احتكاك المسلمين بالروم وغزوهم في التحرك الذي شهده وارسله رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته العام التاسع للهجرة، وقد انتهت المعركة بالتصالح، وحين علم هرقل بما حدث أمر بصلب وقتل يوحنا بن رؤبة صاحب أيلة الذي صالح المسلمين، يروي لنا ذلك الشيخ محمد الخضري في كتابه "إتمام الوفاء في سيرة الخلافاء"، ثم أرسلت بعد ذلك سرية أسامة بن زيد في العام الذي توفى فيه الرسول وعاد منها منتصرًا.

أراد أبو بكر بعد ذلك أن يراقب تحركات الروم فأرسل لهم لواء بقيادة خالد بن سعيد بن العاص ووجهه إلى مشارف الشام، وعلى الرغم من أن أبي بكر لم يكن يقصد من ذلك التحرك العسكري أن يكون بداية لفتح بلاد الشام، إذ كان فقط يريد أن يراقب تحركات الروم، إلا أنه بالفعل فيما بعد أولى خطوات فتحها.

بلغ هرقل وصول خالد بن سعيد بن العاص إلى مشارف الشام فجهز له جيشًا من العرب الذين يدينون للروم بالولاء، لكن هزمهم خالد ثم أرسل طالبًا المدد من أبي بكر الصديق، وهنالك جهز أبو بكر جيشًا أربعة جيوش بأربعة قادة وجههم لأماكن متفرقة في الشام، وأوصاهم إذا احتاجوا مؤازرة بعضهم البعض، أن تكون قيادتهم العامة لأبي عبيدة بن الجراح، وكان جيش عمرو بن العاص هو الذي توجه إلى فلسطين وأوصاه قائلًا: اسلك طريق إيلياء حتى تنتهي إلى أرض فلسطين، وإياك أن تكون وانيًا عما ندبتك إليه، وإياك والوهن، وإياك أن تقول: جعلني ابن أبي قحافة في نحر العدو ولا قوة لي به، واعلم يا عمرو أن معك المهاجرين والأنصار من أهل بدر، فأكرمهم واعرف حقهم، ولا تتطاول عليهم بسلطانك.. وكن كأحدهم وشاورهم فيما تريد من أمرك، والصلاة ثم الصلاة، أذن بها إذا دخل وقتها، واحذر عدوك، وأمر أصحابك بالحرس، ولتكن أنت بعد ذلك مطلعًا عليهم.

على الرغم من الانتصارات الصغيرة التي حققها المسلمون في الشام، إلا أنهم احتاجوا إلى مدد فارسلوا إلى أبي بكر في طلبه، حيث حشد لهم قيصر الروم حشدًا كبيرًا محاولًا أن يصد قوات المسلمين ويثنيهم عن فتحهم، فأرسل لهم أبو بكر الصديق عكرمة بن أبي جهل على رأس جيش من المسلمين إلا أن ذلك المدد لم يكن كافيًا.

وفي نفس الوقت كان خالد بن الوليد ينتصر انتصارات عظيمة في حروبه في العراق أمام الفرس، فاستعان به الخليفة ليصد جحافل الروم، وتجمعت بالفعل الجيوش كلها تحت قيادة خالد بن الوليد، ففتح بصرى بعدما حاصرها حصارًا شديدًا مما أدى إلى طلب أهلها الصلح ودفع الجزية، وهو ما جعل هرقل قيصر الروم يحشد المزيد من القوات لمواجهة المسلمين ووجهها إلى أجنادين، قرب مدينة الرملة، وهنالك تجمعت الجيوش الإسلامية لأول مرة في معركة كبرى أمام الروم، وأقبل خالد على جيشه يقول لهم فيما رواه أبي الربيع سليمان بن موسى في كتابه "الاكتفا" في المغازي: اتقوا الله عباد الله، وقاتلوا في الله من كفر بالله، ولا تنكصوا على أعقابكم، ولا تهنوا من عدوكم، ولكن أقدموا كإقدام الأسد، أو ينجلي الرعب وأنتم أحرار كرام، فقد أوتيتم الدنيا واستوجبتم على الله ثواب الآخرة، ولا يهولنكم ما ترون من كثرتهم، فإن الله منزل رجزه وعقابه بهم.

وروي أيضًا أن معاذ بن جبل رضي الله عنه خطب في جيش المسلمين قائلًا: يا معشر المسلمين، اشروا أنفسكم اليوم لله، إنكم إن هزمتموهم اليوم كانت لكم دار السلام أبدًا مع رضوان الله. أخر خالد بن الوليد القتال إلى صلاة الظهر في الساعة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستحب القتال فيها، لكن الروم بادروه بالقتال، مرة من جهة اليمين حيث معاذ بن جبل، ومرة من اليسار حيث سعيد بن عامر، وهنالك بدأت المعركة التي شهدت بطولة رجال المسلمين، وممن برزوا في هذا القتال الصحابي ضرار بن الأزور الذي قتل وحده ثلاثين فارسًا من الروم، والصحابية الجليلة أم حكيم، حيث قتلت من جيوش العدو أربعة بعمود خيمتها، وتجاوز عدد قتلى الروم الآلاف، بينما استشهد من المسلمين 450 شهيدًا.

موضوعات متعلقة..

- في ذكرى غزوة خيبر.. يوم أمسك الراية رجل "يحبه الله ورسوله" فسقطت أمامه الحصون

- في ذكرى معركة طريف.. "الكائنة الشنعاء" التي شهدت مذبحة للمسلمين في الأندلس

- في ذكرى عين جالوت.. كيف أنقذت مصر العالم الإسلامي من الغزو المغولي

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان