لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكرى وفاته..محنة خلق القرآن واستجابة دعاء ابن حنبل على الخليفة المأمون

06:32 م الإثنين 09 ديسمبر 2019

احمد بن حنبل

كتبت- آمال سامي:

هو أبوعبدالله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الذهلي، أحد أئمة المذاهب الأربعة عند أهل السنة والجماعة، فهو إمام المذهب الحنبلي، وصاحب كتاب الحديث الشهير "المسند"، والكتاب من أشهر كتب الحديث.

ولد في خير الشهور، شهر مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي بغداد، وفي شهر ربيعٍ الأول من عام 164هـ ولد الإمام أحمد بن حنبل، إمام أهل السنة، يتيمًا، فلم يره والده، فربته أمه وحرصت على أن يتعلم شتى فنون العلم، فحفظ القرآن الكريم ودرس علوم الحديث، وانضم بعد ذلك إلى حلقة أبي يوسف، التلميذ الشهير للإمام أبوحنيفة، وكانت تلك البداية، حيث كان رحمه الله يتنقل في البلاد طلبًا للعلم، بعدما جالس كل علماء بغداد ومن مر ببغداد من العلماء، ثم انتقل إلى البصرة والكوفة والرقة واليمن والحجاز، وقد أخذ ابن حنبل الفقه والأصول عن الشافعي الذي قال عن ابن حنبل: خرجتُ من بغداد وما خلَّفتُ بها أحدًا أكثر ورعًا ولا أتقى ولا أفقه من أحمد بن حنبل.

يعد موقف أحمد بن حنبل من "خلق القرآن" من أشهر ما عرف من سيرته العطرة، فكان الخليفة المأمون في عهده يحمل الناس على المذهب المعتزلي الذي يقول بخلق القرآن، وكان يجبر الفقهاء على أن يقولوا بذلك، سواء بإرادتهم أو تحت وطأة التعذيب، فكان ابن حنبل رحمه الله ثاني اثنين رفضَا لما يقوله المأمون، وكان رفيقه في تلك المحنة محمد بن نوح، وقد أمر الخليفة المأمون بأن يرسلا إليه في طرسوس، وكان ابن حنبل أثناء الطريق يقوم الليل ويدعو الله ويطيل الصلاة داعيًا ألا يرى المأمون ولا يلتقِ به، وقد أورد هذا الدعاء ابن نعيم في حلة الأولياء: "سَيِّدِي غَرَّ هَذَا الْفَاجِرَ حِلْمُكَ حَتَّى يَتَجَرَّأَ عَلَى أَوْلِيَائِكَ بِالْقَتْلِ وَالضَّرْبِ، اللَّهُمَّ فَإِنْ يَكُنِ الْقُرْآنُ كَلَامَكَ غَيْرَ مَخْلُوقٍ فَاكْفِنَا مُؤْنَتَهُ".

وبالفعل استجيب لدعاء ابن حنبل ومات المأمون فجأة، وهما في الطريق إليه، ثم أعيدا إلى بغداد، وفي طريق العودة توفي الرفيق الصادق محمد بن نوحٍ، بعد أن نصح ابن حنبل بألا يلين قائلًا: لا تترجل فإنه يُقتدى بك، وقد مدّ الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك؛ فاتق الله واثبت لأمر الله.

وظل الإمام ابن حنبل على عهده طوال عامين وأكثر، حتى جاء الخليفة المعتصم؛ ليحمل الناس أسوة بالمأمون على القول بخلق القرآن، ولما يئسوا من ابن حنبل، شرعوا في تعذيبه، وكان رحمه الله يعذب عذابًا شديدًا لكنه لم يستسلم حتى يئسوا هم وتركوه.

وظل الإمام ابن حنبل يعاني من تلك المحنة طول عهد ثلاثة خلفاء، وكان وحده من يقف أمامهم متمسكًا بمبادئه، فبعدما مات المعتصم جاء الواثق، وكلهم يصرون على حمل الناس قهرًا على القول بخلق القرآن وتعذيب من لا يرضى بذلك. حتى جاء المتوكل فأخمد نيران الفتنة.

وقد توفي ابن حنبل في الجمعة في الثاني عشر من ربيع الآخر عام 241هـ. وترك لنا أشهر مؤلفاته كتاب "المسند"، وهو من أكبر كتب الحديث، يحتوي على أربعين ألف حديث وبدأ في تأليفه بعدما تجاوز 36عامًا، وأيضًا كتاب "الزهد والصلاة وما يلزم فيها"، وكتاب: "المسائل"، و"كتاب فضائل الصحابة".

ومن الملاحظ أن ابن حنبل لم يدون بنفسه منهجه الفقهي الحنبلي، بل كان رافضًا ذلك حتى لا ينشغل الناس عن الحديث، حتى جاء أبوبكر الخلال المتوفى سنة 311هـ، فجمع فقهه في كتاب "الجامع الكبير" في حوالي عشرين مجلدًا. ومن حلقة أبوبكر الخلال في بغداد في جامع المهدي انتشر المذهب الحنبلي.

موضوعات متعلقة..

- في ذكرى وفاته.. هل كان ابن سينا ملحدًا؟

- في ذكرى غزوة خيبر.. تعرف على قصة هروب "المخلفين" من القتال وطمعهم في الغنائم

- في ذكرى وفاته.. حذيفة بن اليمان كاتم سر رسول الله

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان