في مثل هذا اليوم 28 شعبان.. رحيل 3 من كبار علماء الإسلام
كتبت- سارة عبدالخالق:
يمر علينا اليوم الموافق 28 من شعبان ذكرى وفاة شخصيات عظيمة كتبت أسماؤهم بحروف من نور على صفحات كتب التاريخ الإسلامي، وفي التقرير التالي يلقي مصراوي الضوء على أهم إنجازاتهم وإسهاماتهم:
· ابن حزم الأندلسي:
هو أبومحمد علي بن حزم الأندلسي، وكان يُكنى "أبومحمد"، عُرف عنه أنه الإمام البحر ذو الفنون والمعارف.
لم يكن الإمام الحافظ ابن حزم الأندلسي من أكبر علماء الأندلس فحسب، بل كان من أكبر علماء الإسلام بعد الطبري.
بدأ ثقافته الفقهية والحديثية في سن مبكرة، وأخذ العلم على أيدي كبار العلماء، ونشأ في حياة رفاهية، وكان شديد الذكاء.
نشأ هو وأخوه الذي كان يكبره بخمس سنوات في قصر أبيه أحد وزراء (المنصور بن أبي عامر) وابنه المظفر من بعده، ونال هو وأبوه منزلة عالية في قرطبة، وعاش حياة ميسورة مما ساعده على تحصيل العلوم والفنون، فألف كتاب (طوق الحمامة) في الخامسة والعشرين من عمره، الذي وصف بأنه أدق ما كتب العرب في دراسة الحب ومظاهره وأسبابه، وقد ترجم الكتاب إلى العديد من اللغات العالمية.
كان ينادي بالتمسك بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة، ورفض ما عدا ذلك في دين الله، فلا يقبل بالظن والرأي الذي هو في حقيقته ظن (كالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة).
وصفه ابن القيم بـ"منجنيق العرب"، وفقا لما جاء في كتاب (ابن حزم خلال ألف عام) لأبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، واشتغل بالوزارة في عهد (المظفر بن المنصور العامري) بالوزارة، ثم ترك كل هذا وتفرغ للعلم.
له عدة مؤلفات في الفقه وأصوله والقرآن وعلومه، وكذلك في كتب في علوم الحديث والتاريخ والعقائد والفلسفة والمنطق واللغة العربية وآدابها. لكن مصنفاته هذه تعرضت للحرق؛ لأنه في الأندلس كان إذا خالف أحد العلماء الفكر السائد تتعرض كتبه للحرق، إلا أن جماعة من تلاميذه استطاعوا الحفاظ على كتبه، وقاموا بنسخها ونشرها بين الناس.
وقد توفى ابن حزم عن عمر يناهز اثنتين وسبعين عاماً، حيث وافته المنية وهو مُبعَد إلى بادية "لبلة" في الأندلس، عشية يوم الأحد لليلتين بقيتا من شعبان، سنة (456هـ).
· شمس الدين السخاوي:
هو الإمام المؤرخ الشافعي محمد بن عبد الرحمن بن محمد، شمس الدين السخاوي، مؤرخ حجة، وعالم بالحديث والتفسير والأدب.
وقد صنف أكثر من مائتي كتاب أشهرها (الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع) ترجم نفسه فيه بثلاثين صفحة، وفقا لما جاء في "الأعلام" للزركلي.
أصله من سخا (من قرى مصر) ومولده في القاهرة، وتلقى العلم على يد كبار العلماء في عصره، وحفظ القرآن الكريم في سن صغيرة، وسمع الكثير من أستاذه وشيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني الذي لازمه طويلا، وسافر بين البلدان في سياحة طويلة.
ترك للمكتبة الإسلامية موروثا ثقافيا ضخما منه: (شرح ألفية العراقي) في مصطلح الحديث، و(المقاصد الحسنة) في الحديث، و(القول البديع في أحكام الصلاة على الحبيب الشفيع)، و(الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التأريخ)، و(وجيز الكلام في الذيل على كتاب الذهبي دول الإسلام)، و(الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر- العسقلاني) مجلدان، و(الشافي من الألم في وفيات الأمم) في القرنين الثامن والتاسع، وغيرها، وتوفي في مثل هذا اليوم الموافق 28 من شعبان عام 902 هـ بالمدينة المنورة.
· أسيد بن حضير الأوسي:
هو الصحابي الجليل ابن سماك بن عتيك بن نافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، أحد النقباء الاثني عشر ليلة العقبة، أسلم قديما، ولم يشهد بدرا، ولكنه ندم على تخلفه عنها، وقال: (ظننت أنها العير، ولو ظننت أنه غزو ما تخلفت)، وقد جرح يوم أحد سبعة جروح.
وكان أبوه شريفا مطاعا يدعى حضير الكتائب، وكان رئيس الأوس يوم بعاث فقتل يومئذ قبل عام الهجرة بست سنين، وكان أسيد يعد من عقلاء الأشراف وذوي الرأي، وفقا لما جاء في (سير أعلام النبلاء) للذهبي.
قال محمد بن سعد: آخى النبي- صلى الله عليه وسلم- بينه وبين زيد بن حارثة، وله رواية أحاديث، روت عنه عائشة، وكعب بن مالك، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ولم يلحقه، قال عنه النبي- صلى الله عليه وسلم: «نعم الرجل أبوبكر. نعم الرجل عمر، نعم الرجل أسيد بن حضير». أخرجه الترمذي وإسناده جيد.
وقيل عن أسيد بن حضير أنه كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن، وكان طيب الأخلاق، وكان يحب المزاح.
وقد روى حصين عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن أسيد بن حضير أنه كان عند النبي فطعنه النبي بعود كان معه، فقال: «أصبرني، فقال: اصطبر، قال: إن عليك قميصا، وليس علي قميص، قال: فكشف النبي - صلى الله عليه وسلم- قميصه، قال: فجعل يقبل كشحه ويقول: إنما أردت هذا يا رسول الله». وقد توفي عام 20 من الهجرة ودفن بالبقيع.
فيديو قد يعجبك: